@ 504 @
عيسى للمقتدر إن سبب غلاء الأسعار إنما هو ضمان حامد لأنه منع من بيع الغلال في البيادر وخزنها
فأمر بفسخ الضمان عن حماد وصرف عماله عن السواد
وأمر علي بن عيسى أن يتولى ذلك فسكن الناس واطمأنوا
وكان أصحاب حامد يقولون إن ذلك الشغب كان بوضع من علي بن عيسى
$ ذكر أمر أحمد بن سهل $
في هذه السنة ظفر الأمير نصر بن أحمد صاحب خراسان وما وراء النهر بأحمد بن سهل ونحن نذكر حاله من أوله كان هذا أحمد بن سهل من كبار قواد الأمير إسماعيل بن أحمد وولده أحمد بن إسماعيل وولده نصر بن أحمد
وقد تقدم من ذكر تقدمه على الجيوش في الحروب ما يدل على علو منزلته
وهو أحمد بن سهل بن هاشم بن الوليد بن جبلة بن كامكار بن يزدجر بن شهريار الملك
وكان كامكار دهقانا بنواحي مرو وإليه ينسب الورد الكامكاري وهو الشديد الحمرة وهو الذي يسمى بالري القصراني وبالعراق والجزيرة والشام الجوري
ينسب إلى قصران وهي قرية بالري وإلى مدينة جور وهي من مدن فارس وكان لأحمد إخوة يقال لهم محمد والفضل والحسين قتلوا في عصبية العرب والعجم بمرو
وكان أحمد خليفة عمرة بن الليث على مرو فقبض عليه عمرو ونقله إلى سجستان فحبسه بها
فرأى وهو في السجن كأن يوسف النبي عليه السلام على باب السجن فقال له ادع الله أن يخلصني ويوليني فقال له قد أذن الله في خلاصك لكنك لا تلي عملا برأسك
ثم ان أحمد طلب الحمام فأدخل إليها فأخذ النورة فطلى بها رأسه ولحيته فسقط شعره وخرج من الحمام ولم يعرفه أحمد فاختفى فطلبه عمرو فلم يظفر به ثم خرج من سجستان نحو مرو فقبض على خليفة عمرو واستولى عليها واستأمن إلى إسماعيل بن أحمد ببخارى فأكرمه وقدمه ورفع قدره وكان عاقلا كتوما لأسراره
فلما عصى الحسين بن علي سير إليه أحمد فظفر به على ما ذكرناه وضمن له الأمير نصر أشياء لم يف له بها فاستوحش من ذلك فأتاه يوما بعض أصحاب أبي جعفر صعلوك فحادثه فأنشده أحمد بن سهل وقد ذكر حاله وأنهم لم يفوا له بما وعدوه
(ستقطع في الدنيا إذا ما قطعتني ... يمينك فأنظر أي كفيك تبدل)
(وفي الناس إن رثت حبالك واصل ... وفي الأرض عن دار العلا متحول)