كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 6 @
إلى أن يخرج أمير المؤمنين من بلاد الروم فأحضرهم إسحاق وسيرهم جميعا إلى العسكر وهم أبو حسان الزيادي وبشر بن الوليد والفضل بن غانم وعلي بن مقاتل والذيال بن الهيثم ويحيى بن عبد الرحمن العمري وعلي بن الجعد وأبو العوام والنضر بن شميل وأبو نصر التمار وسعدويه الواسطي ومحمد بن حاتم بن ميمون وأبو معمر بن الهرش وابن الفرخان وأحمد بن شجاع وأبو هارون بن البكاء فلما صاروا إلى الرقة بلغهم موت المأمون فرجعوا إلى بغداد
$ ذكر مرض المأمون ووصيته $
وفي هذه السنة مرض المأمون مرضه الذي مات فيه لثلاث عشرة خلت من جمادى الآخرة
وكان سبب مرضه ما ذكره سعد بن العلاف القارئ قال دعاني المأمون يوما فوجدته جالسا على جانب البذندون والمعتصم عن يمينه وهما قد دليا أرجلهما في الماء فأمرني أن أضع رجلي في الماء وقال ذقه فهل رأيت أعذب منه أو أصفى صفاء أو أشد بردا ففعلت وقلت يا أمير المؤمنين ما رأيت مثله قط فقال أي شيء يطيب أن يؤكل ويشرب عليه هذا الماء فقلت أمير المؤمنين أعلم فقال الرطب الازاذ فبينما هو يقول إذ سمع وقع لجم البريد فالتفت فإذا بغال البريد عليها الحقائب فيها الألطاف فقال لخادم أنظر إن كان في هذه الألطاف رطب ازاذ فأت بها فمضى وعاد ومعه سلتان فيهما إزاذ كأنما جني تلك الساعة فأظهر شكر الله وتعجبنا جميعا وأكلنا وشربنا من ذلك الماء فما قام منا أحد إلا وهو محموم وكانت منية المأمون من تلك العلة ولم يزل المعتصم مريضا حتى دخل العراق وبقيت أنا مريضا مدة فلما مرض المأمون أمر أن يكتب إلى البلاد الكتب من عبد الله المأمون أمير المؤمنين وأخيه الخليفة من بعده أبي إسحاق بن هارون الرشيد وأوصى إلى المعتصم بحضرة ابنه العباس وبحضرة الفقهاء والقضاة والقواد
وكانت وصيته بعد الشهادة والإقرار بالوحدانية والبعث والجنة والنار والصلاة على النبي والأنبياء إني مقر مذنب أرجو وأخاف إلا أني إذا ذكرت عفو الله رجوت وإذا مت فوجهوني وغمضوني وأسبغوا وضوئي وطهوري وأجيدوا كفني ثم

الصفحة 6