كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 7 @
أكثروا حمدا لله على الإسلام ومعرفة حقه عليكم في محمد إذ جعلنا من أمته المرحومة ثم أضجعوني على سريري ثم عجلوا بي وليصل علي أقربكم نسبا وأكبركم سنا وليكبر خمسا ثم احملوني وابلغوا في حفرتي ولينزل أقربكم قرابة وأودكم محبة وأكثروا من حمد الله وذكره ثم ضعوني على شقي الأيمن واستقبلوا بي القبلة ثم حلوا كفني عن رأسي ورجلي ثم سدوا اللحد وأخرجوا عني وخلوني وعملي وكلكم لا يغني عني شيئا ولا يدفع عني مكروها ثم قفوا بأجمعكم فقولوا خير إن علمتم وأمسكوا عن ذكر شر إن كنتم عرفتم فإني مأخوذ من بينكم بما تقولون ولا تدعوا باكية عندي فإن المعول عليه يعذب رحم الله عبدا اتعظ وفكر في ما حتم الله على خلقه من الفناء وقضى عليهم من الموت الذي لا بد منه الحمد الله الذي توحد بالبقاء وقضى على جميع خلقه الفناء لينظر ما كنت فيه من عز الخلافة هل أغني عني ذلك شيئا إذ جاء أمر الله لا والله ولكن أضعف علي به السحاب فياليت عبد الله بن هارون لم يكن بشار بل ليته لم يكن خلقا يا أبا إسحاق ادن مني واتعظ بما ترى وخذ بسيرة أخيك في القرآن والإسلام واعمل في الخلافة إذا طوقكها الله عمل المريد لله الخائف من عقابه وعذابه ولا تغتر بالله ومهلته وكأن قد نزل بك الموت
ولا تغفل أمر الرعية والعوام فإن الملك بهم وبتعهدك لهم
الله الله فيهم وفي غيرهم من المسلمين ولا ينتهين إليك أمر فيه صلاح للمسلمين ومنفعة إلا قدمته وآثرته على غيره من هواك وخذ من أقويائهم لضعفائهم ولا تحمل عليهم في شيء وأنصف بعضهم من بعض بالحق بينهم وقربهم وتأن بهم وعجل الرحلة عني والقدوم إلى دار ملكك بالعراق وانظر هؤلاء القوم الذين أنت بساحتهم فلا تغفل عنهم في كل وقت والخرمية فأغزهم ذا حرمة وصرامة وجلد واكنفه بالأموال والجنود فإن طالت مدتهم فتجرد لهم فيمن معك من أنصارك وأوليائك واعمل في ذلك مقدم النية فيه راجيا ثواب الله عليه
ثم دعا المعتصم بعد ساعة حين اشتد الوجع وأحس بمجيء أمر الله فقال
يا أبا إسحاق عليك عهد الله وميثاقه وذمة رسول الله لتقومن بحق الله في عباده ولتؤثرن طاعة الله على معصيته إذ أنا نقلتها من غيرك إليك قال اللهم نعم قال هؤلاء بنو

الصفحة 7