كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 9 @
المؤمنين انظر لعرب الشام كما نظرت لعجم خراسان فقال له أكثرت علي والله ما أنزلت قيسا من ظهور خيولها إلا وأنا أرى أنه لم يبق في بيت مالي درهم واحد يعني فتنة ابن شبث العامري وأما اليمن فوالله ما أحببتها ولا أحبتني قط وأما قضاعة فساداتها تنتظر السفياني وخروجه حتى تكون من شيعته وأما ربيعة فساخطة على ربها مذ بعث الله نبيه من مضر ولم يخرج اثنان إلا وخرج أحدهما سائسا اعرف فعل الله بك
وذكر سعيد بن زياد أن المأمون قال لما دخل دمشق أرني الكتاب الذي كتبه رسول الله قال فأريته فقال إني لأشتهي أن أدري إيش هذا الغشاء على هذا الخاتم قال فقال له المعتصم حل العقدة حتى تدري ما هو قال ما أشك أن النبي عقد هذا العقد وما كنت لأحل عقدة عقدها رسول الله ثم قال للواثق خذه وضعه على عينيك لعل الله أن يشفيك وجعل المأمون يضعه على عينيه ويبكي
وقال العبسي صاحب إسحاق بن إبراهيم كنت مع المأمون بدمشق وكان قد قال المال عنده حتى أضاق وشكا ذلك إلى المعتصم فقال له يا أمير المؤمنين كأنك بالمال وقد وافاك بعد جمعه وكان قد حمل إليه ثلاثون ألف ألف ألف درهم من خراج ما يتولاه له فلما ورد عليه المال قال المأمون ليحيى بن أكثم اخرج بنا ننظر هذا المال فخرجا ينظرانه وكان قد هيء بأحسن هيئته وحليت أباعره فنظر المأمون إلى شيء حسن واستكثر ذلك واستبشر به والناس ينظرون إليه ويعجبون منه فقال المأمون يا أبا محمد ننصرف بالمال وأصحابنا يرجعون خائبين إن هذا للؤم ثم دها محمد بن يزداد فقال له وقع لآل فلان بألف ألف ولآل فلان بمثلها فما زال كذلك حتى فرق أربعة وعشرين ألف ألف ورجله في الركاب ثم قال ادفع الباقي إلى المعلى يعطيه جندنا قال العبسي فقمت نصب عينيه أنظر إليهما فلما رآني كذلك قال وقع لهذا بخمسين ألفا فقبضتها
وذكر عن محمد بن أيوب بن جعفر بن سليمان أنه كان بالبصرة رجل من بني تميم بن سعد وكان شاعرا ظريفا خبيثا منكرا وكنت آنس به وأستحليه فقلت له أنت

الصفحة 9