كتاب فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ (اسم الجزء: 6)

يفيد أنهم يقاتلون لأجل شركهم، فإن الإسم إذا كان بصيغة الوصف دل على اعتبار الوصف كقولك: أعط الفقير درهماً. " قاتلوا من كفر بالله" (¬1) .
هذا من البرهان على أن الكفرة يقاتلون لأجل كفرهم. والرسول أفهم الخلق، فلو كا نوا لا يقاتلون إلا لأجل دفع شرهم لقال: إن قاتلوكم.
والله سبحانه لم يأمره أولاً بالجهاد، ثم أمر بذلك بعد.
" أغزوا في سبيل الله" (¬2)
" جاهدوا المشركين بقلوبكم وأيديكم، وألسنتكم" (¬3) في هذا الجهاد بأمرين، أو بثلاثة أمور عندما يكون بإمكانه، فإن الحديث يدل على أنهم يجاهدون بها كلها إذا أمكن، وتقدم أن ذلك فرض كفاية.
الحجة والبيان هذه حصة أهل العلم: كشف الشبهات، والذب بالقلم واللسان عن الدين، ومما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لحسان: " أهجهم ... " (¬4) فالهجاء عندما يحتاج إليه، وبيان الحق عندما يوجد شبهة: كله جهاد.
ولا تجد في كتب أهل الدعوة (¬5) ما يدل على أنهم يقاتلون لدفع شرهم، بل لو سألت صاحب فطرة لأنبأك أنهم يقاتلون لكفرهم،
¬_________
(¬1) وهو حديث سليمان بن بريدة عن أبيه. وقد أخرجه الامام أحمد ومسلم وابن ماجه والترمذي وصححه.
(¬2) وهو حديث بريده السابق.
(¬3) رواه أحمد وأبو داود والنسائي.
(¬4) وجبريل معك " اللهم أيده بروح القدس".
(¬5) يريد: دعوة الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) وتلاميذه وتلاميذهم.

الصفحة 199