كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 6)

(12) باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا وقال: لا. وفي كثرة عطائه
[2224] عن جَابِرَ بنَ عَبدِ اللَّهِ قَالَ: مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ شَيئًا قَطُّ فَقَالَ: لَا.
رواه البخاريُّ (6034)، ومسلم (2311) (56).
[2225] وعن أنس، قَالَ: مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَلَى الإِسلَامِ شَيئًا إِلَّا أَعطَاهُ، قَالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعطَاهُ غَنَمًا بَينَ جَبَلَينِ، فَرَجَعَ إِلَى قَومِهِ فَقَالَ: يَا قَومِ أَسلِمُوا فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعطِي عَطَاءً لَا يَخشَى الفَاقَةَ.
قَالَ أَنَسٌ: إِن كَانَ الرَّجُلُ لَيُسلِمُ مَا يُرِيدُ إِلَّا الدُّنيَا، فَمَا يُسلِمُ حَتَّى يَكُونَ الإِسلَامُ أَحَبَّ إِلَيهِ مِن الدُّنيَا وَمَا عَلَيهَا.
رواه مسلم (2312) (57 و 58).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
خدمته له: تسع سنين. وقيل: قدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنس ابن ثماني سنين.
و(قوله: فأعطاه غنمًا بين جبلين) يعني: ملء ما بين جبلين كانا هنالك، وكان هذا - والله أعلم - يوم حنين لكثرة ما كان هنالك من غنائم الإبل، والبقر، والغنم، والذراري، ولأن هذا الذي أعطي هذا القدر كان من المؤلفة قلوبهم، ألا ترى أنه رجع إلى قومه فدعاهم إلى الإسلام لأجل العطاء.
و(قوله: إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا) يعني: أنهم كان منهم من ينقادُ فيدخلُ في الإسلام لكثرة ما كان يعطي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من يتألفه على الدخول فيه، فيكون قصده بالدخول فيه الدنيا، وهذا كان حال الطلقاء يوم حنين على ما مرَّ.
و(قوله: فما يسلم حتى يكون الإسلام أحبَّ إليه من الدنيا وما عليها) ظاهر

الصفحة 105