كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 6)
قال مسلم: مات أبو الطفيل سنة مائة، وهو آخر من مات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد (5/ 454)، ومسلم (2340) (98 و 99).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
و(قول أنس ـ رضي الله عنه ـ وقد سئل عن خضاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: لم ير من الشيب إلا قليلًا. وفي الرواية الأخرى: لو شئت أن أَعُدَّ شمطاتٍ كن في رأسه فعلت ظاهره: أنه لم يكن ـ صلى الله عليه وسلم ـ يختضب، كما قد نصَّ عليه في بقية الحديث. وبهذا الظاهر أخذ مالك فقال: لم يختضب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وإليه ذهب أبو عمر بن عبد البر، وذهب بعض أصحاب الحديث إلى أنه خضب، متمسِّكين في ذلك بما رواه أبو داود عن أبي رمثة، قال: انطلقت مع أبي نحو النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإذا هو ذو وفرة، وبها ردعٌ من حنَّاء، وعليه بُردان أخضران (¬1). وروى أبو داود أيضًا عن زيد بن أسلم: أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يصبغ لحيته بالصفرة حتى تمتلئ ثيابه من الصفرة. فقال: إني رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصبغ بها، ولم يكن شيء أحبَّ إليه منها، وقد كان يصبغ بها ثيابه كلها حتى عمامته (¬2). ويعتضد هذا بأمره ـ صلى الله عليه وسلم ـ بتغيير الشيب، كما قال: غيروا هذا الشيب واجتنبوا السواد (¬3)، وقال: غيروا الشيب ولا تشبَّهوا باليهود (¬4). وما كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأمر بشيء إلا كان أول آخذ به. ومما يعتضد به لذلك ما رواه البخاري عن عبد الله بن موهب، قال: دخلت على أم سلمة، فأخرجت لي شعرات من شعر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مخضوبًا (¬5). زاد ابن أبي شيبة:
¬__________
(¬1) رواه أبو داود (4206).
(¬2) رواه أبو داود (4064).
(¬3) رواه أحمد (3/ 316)، ومسلم (2102) (79)، وأبو داود (4204)، والنسائي (8/ 138)، وابن ماجه (3624).
(¬4) رواه أحمد (2/ 261)، والبخاري (3462)، ومسلم (2103)، وأبو داود (4203)، والنسائي (8/ 137).
(¬5) رواه البخاري (5897).