كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: يا معشر قريش! لقد جئتكم بالذبح (¬1). وقال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويؤمنوا بي، وبما جئت به (¬2) فهو نبي الملحمة التي بسببها عمَّت الرحمة وثبتت المرحمة. وقد تتبَّع القاضي أبو الفضل ما جاء في كتاب الله تعالى، وفي سنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ومما نقل في الكتب القديمة. وإطلاق الأمَّة أسماء كثيرة، وصفات عديدة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صدقت عليه مسمَّياتها، ووجدت فيه معانيها، وعرَّف في كتاب الشفا في التعريف بحقوق المصطفى. وقد ذكر القاضي أبو بكر بن العربي في كتاب الأحكام من أسماء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سبعة وستين اسمًا، من أرادها وجدها هنالك (¬3).
و(قوله: وقد سَمَّاه الله رؤوفًا رحيمًا) ليس هذا من قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل من قول غيره، وهو الصحابي، والله أعلم، ألا تراه كيف أخبر عنه بخطاب (¬4) الغيبة، ولو كان من قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لقال: وقد سماني الله: رؤوفًا رحيمًا. هذا الظاهر، ويحتمل أن يكون ذلك من قوله. وقد يخرج المتكلم من الحضور إلى الغيبة كما قال تعالى: {حَتَّى إِذَا كُنتُم فِي الفُلكِ وَجَرَينَ بِهِم} وفي هذا إشارة إلى قوله تعالى: {بِالمُؤمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} والرؤوف: الكثير الرأفة. والرحيم: الكثير الرحمة، فإنَّها للمبالغة. وقد جاء في الصحيح: لي خمسة أسماء (¬5) فحصرها بالعدد، وذكر الأسماء المتقدِّمة. وقد يقال: ما وجه تخصيص هذه الأسماء الخمسة بالذكر مع أن أسماءه أكثر من ذلك، فيجاب عنه: بأن هذه
¬__________
(¬1) رواه أبو يعلى (343)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (159).
(¬2) رواه أحمد (3/ 199)، والبخاري (392)، وأبو داود (3641)، والترمذي (2608).
(¬3) انظر: أحكام القرآن لابن العربي (3/ 1546).
(¬4) في (ز): بلسان.
(¬5) رواه البخاري (3532).

الصفحة 149