كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 6)

قَيسِ بنِ شَمَّاسٍ وَفِي يَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قِطعَةُ جَرِيدَةٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيلِمَةَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أنتما؟ قالا: نقول ما قال صاحبنا. فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: لولا أن الرُّسل لا تُقتل لقتلتكما، ثم كتب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، سلام على من اتَّبع الهدى، أما بعد فـ: {إِنَّ الأَرضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ}، فلما انتهى الكتاب إليه انكسر بعض الانكسار، وقالت بنو حنيفة: لا نرى محمدًا أقرَّ بشركة صاحبنا في الأمر (¬1).
قال ابن إسحاق: تنبأ على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مسيلمة، وصاحب صنعاء: الأسود بن عزة العنسي، وطليحة، وسجاح التميمية جاءت إلى مسيلمة فقالت له: ما أوحي إليك؟ قال: أوحي إلي: ألم تر إلى ربِّك كيف خلق الحُبلى، أخرج منها نسمةً تسعى بين صفاقٍ وحشًا. قالت: وماذا؟ فقال: ألم تر أن الله خلق [للنساء أفراجًا] (¬2) وخلق الرجال لهن أزواجًا، فيولج فيهنَّ قَعسًا إيلاجًا، ثمَّ يخرجه إذا استمنى ((¬3) إخراجًا. فقالت: أشهد أنَّك نبي! قال: هل لك أن أتزوَّجك، فآكل بقومي وقومك العرب؟ فتزوَّجته، فنادى مناديها: ألا إنَّا أصبنا الدِّين في بني حنيفة. ونادى منادي بني حنيفة: ألا إن نبيَّنا تزوج نبيتكم. وقالت له: يا أبا ثمامة! ضع عن قومي هاتين الطويلتين، صلاة الفجر، وصلاة العشاء الآخرة. فخرج مناديه فنادى بذلك. فقال شيخ من بني تميم: جزى الله أبا ثمامة عنا خيرًا، فوالله: لقد كاد ثقلهما علينا يوتغنا (¬4) عن ديننا.
¬__________
(¬1) رواه أحمد (3/ 487)، وأبو داود (2761).
(¬2) كذا في (م 3) و (ز)، والطبري (3/ 273). وفي (ع) و (ج 2) و (م 2): النساء أفواجًا.
(¬3) في (ع): شاء.
(¬4) "الوتَّغُ": الإثم وفساد الدِّين.

الصفحة 40