كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 6)
فَإِن تَثَاءَبَ أَحَدُكُم فَليَكظِم مَا استَطَاعَ.
رواه أحمد (2/ 516)، ومسلم (2994) (56)، والترمذيّ (370).
[2551] وعن أبي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: إِذَا تَثَاءبَ أَحَدُكُم فَليُمسِك بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ، فَإِنَّ الشَّيطَانَ يَدخُلُ.
وفي رواية: إِذَا تَثَاءبَ أَحَدُكُم فِي الصَّلَاةِ فَليَكظِم مَا استَطَاعَ، فَإِنَّ الشَّيطَانَ يَدخُلُ.
رواه أحمد (3/ 96)، ومسلم (2995) (57 و 59)، وأبو داود (5026 و 5027).
* * *
ـــــــــــــــــــــــــــــ
على كسله فيها وعدم نشاطه، فتثقل عليه، فيملها، فيستعجل فيها، أو يخل بها.
و(قوله: فليكظم ما استطاع) هذا خطاب لمن غلبه ذلك، فإنَّه يكسره بسد فاه ما أمكن، أو بوضع يده على فمه. وأما من أحس بمباديه فهو المخاطب في حديث البخاري بقوله: فليرده، ويحتمل أن يكون اللفظان بمعنى واحد.
و(قوله: فإنَّ الشيطان يدخل) يعني في الفم إذا لم يكظم. ويحصل من هذه الرواية، ومن حديث البخاري: أن من لم يكظم تثاؤبه ضحك الشيطان منه، ودخل في فمه، وقيل: إنه يتقيأ في فمه. قال القاضي: ولهذا أمر المتثائب بالتفل ليطرح ما ألقى الشيطان في فمه. وكل هذا يشعر بكراهة التثاؤب، وكراهة حالة المتثائب إذا لم يكظم، وأوامر هذا الباب من باب الإرشاد إلى محاسن الأحوال، ومكارم الآداب.
* * *