كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 6)

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: إِن كَانَ أَحَدُكُم مَادِحًا أَخَاهُ لَا مَحَالَةَ فَليَقُل: أَحسِبُ فُلَانًا إِن كَانَ يُرَى أَنَّهُ كَذَلِكَ، وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا.
رواه أحمد (5/ 46)، والبخاري (2662)، ومسلم (3000) (65 و 66)، وأبو داود (4805).
[2553] وعَن أَبِي مُوسَى قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يُثنِي عَلَى رَجُلٍ وَيُطرِيهِ فِي المِدحَةِ، فَقَالَ: لَقَد أَهلَكتُم - أَو قَطَعتُم - ظَهرَ الرَّجُلِ.
رواه أحمد (4/ 412)، ومسلم (3001).
[2554] وعَن هَمَّامِ بنِ الحَارِثِ: أَنَّ رَجُلًا جَعَلَ يَمدَحُ عُثمَانَ، فَعَمِدَ المِقدَادُ فَجَثَا عَلَى رُكبَتَيهِ - وَكَانَ رَجُلًا ضَخمًا - فَجَعَلَ يَحثُو فِي وَجهِهِ الحَصبَاءَ. فَقَالَ لَهُ عُثمَانُ: مَا شَأنُكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا رَأَيتُم المَدَّاحِينَ فَاحثُوا فِي وُجُوهِهِم التُّرَابَ.
رواه أحمد (6/ 5)، ومسلم (3002) (69).
* * *
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الجزم والقطع بشيء من ذلك، بل يتحرز بأن يقول: فيما أحسب أو أظن، ويزيد على ذلك: ولا أزكي على الله أحدا، أي: لا أقطع بأنه كذلك عند الله؛ فإنَّ الله تعالى هو المطلع على السرائر، العالم بعواقب الأمور.
و(قول همام: إن رجلا جعل يمدح عثمان، فجعل المقداد يحثو في وجهه الحصباء) كأن هذا الرجل أكثر من المدح حتى صدق عليه أنه مداح، ولذلك عمل المقداد بظاهر ذلك الحديث، فحثا في وجهه التراب، ولعل هذا الرجل كان ممن اتخذ المدح عادة وحرفة، فصدق عليه: مداح، وإلا فلا يصدق ذلك على من مدح

الصفحة 628