كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 6)
(38) باب اشفعوا تؤجروا ومثل الجليس الصالح والسيئ
[2557] عَن أَبِي مُوسَى قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ طَالِبُ حَاجَةٍ أَقبَلَ عَلَى جُلَسَائِهِ فَقَالَ: اشفَعُوا تُؤجَرُوا، وَليَقضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا أَحَبَّ.
رواه أحمد (4/ 413)، والبخاريُّ (1432)، ومسلم (2627)، وأبو داود (5131)، والترمذيُّ (2674)، والنسائي (5/ 78).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(38) ومن باب: اشفعوا إلي تؤجروا
(قوله: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه فقال: اشفعوا تؤجروا) كذا وقع هذا اللفظ تؤجروا بغير فاء ولا لام، وهو مجزوم على جواب الأمر المضمن معنى الشرط، ومعناه واضح لا إشكال فيه، وقد روي فلتؤجروا بفاء ولام، وهكذا وجدته في أصل شيخنا أبي الصبر أيوب، وينبغي أن تكون هذه اللام مكسورة، لأنَّها لام كي، وتكون الفاء زائدة، كما زيدت في قوله صلى الله عليه وسلم: قوموا فلأصلي لكم (¬1) في بعض رواياته، وقد تقدم قول من قال: إن الفاء قد تأتي زائدة، ويكون معنى الحديث: اشفعوا لكي تؤجروا، ويحتمل أن يقال: إنها لام الأمر، ويكون المأمور به التعرض للأجر بالاستشفاع؛ فكأنه قال: استشفعوا وتعرضوا بذلك للأجر، وعلى هذا فيجوز كسر هذه اللام على أصل لام الأمر، ويجوز تخفيفها بالسكون لأجل حركة الحرف الذي قبلها.
و(قوله: وليقض الله على لسان نبيه ما أحب) هكذا صحت الرواية هنا
¬__________
(¬1) رواه أحمد (3/ 131)، والبخاري (380)، ومسلم (658)، وأبو داود (612)، والترمذي (234)، والنسائي (2/ 85، 86).