كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 6)

فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيرُهُ إِنَّ أَحَدَكُم لَيَعمَلُ بِعَمَلِ أَهلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَينَهُ وَبَينَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسبِقُ عَلَيهِ الكِتَابُ فَيَعمَلُ بِعَمَلِ أَهلِ النَّارِ فَيَدخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُم لَيَعمَلُ بِعَمَلِ أَهلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَينَهُ وَبَينَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسبِقُ عَلَيهِ الكِتَابُ فَيَعمَلُ بِعَمَلِ أَهلِ الجَنَّةِ فَيَدخُلُهَا.
وفي رواية: أربعين ليلة (بدل) يوما.
رواه أحمد (1/ 382)، والبخاريُّ (7454)، ومسلم (2643)، وأبو داود (4708)، والترمذيّ (2137)، وابن ماجه (76).
* * *
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الولد عن نطفة متجسدا كالمخطط. واستيفاء ما يتعلق به سؤالا وجوابا في الخلاف.
و(قوله: إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها. . . الحديث إلى آخره) ظاهر هذا الحديث: أن هذا العامل كان عمله صحيحا؛ وأنه قرب من الجنة بسبب عمله، حتى أشرف على دخولها، وإنما منعه من دخولها سابق القدر الذي يظهر عند الخاتمة، وعلى هذا فالخوف - على التحقيق - إنما هو مما سبق؛ إذ لا تبديل له ولا تغيير، فإذًا: الأعمال بالسوابق، لكن لما كانت السوابق مستورة عنا، والخاتمة ظاهرة لنا، قال صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالخواتيم (¬1) أي: عندنا، وبالنسبة إلى اطلاعنا في بعض الأشخاص، وفي بعض الأحوال. وأما العامل المذكور في حديث سهل المتقدم في الإيمان؛ فإنَّه لم يكن عمله صحيحا في نفسه، وإنما كان رياء وسمعة، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو
¬__________
(¬1) رواه ابن حبان (340) من حديث عائشة. ورواه ابن ماجه (4199)، وابن حبان (339) من حديث معاوية.

الصفحة 653