كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 6)

(4) باب إثم من طلب العلم لغير الله
[2599] عن أبي هريرة قال: سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقضَى عليه يَومَ القِيَامَةِ رَجُلٌ استُشهِدَ - وقد تقدم الحديث - وفيه: وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ القُرآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمتُ العِلمَ وَعَلَّمتُهُ، وَقَرَأتُ فِيكَ القُرآنَ، قَالَ: كَذَبتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمتَ العِلمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأتَ القُرآنَ لِيُقَالَ قَارِئٌ، فَقَد قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجهِهِ حَتَّى أُلقِيَ فِي النَّارِ.
رواه مسلم (1905) (152).
* * *
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يكن كذلك فحقه الرجوع إلى قول الأعلم، فإنَّه عن الغلط أبعد وأسلم، وأما إن كان ذلك من المسائل العلمية فالصائر إلى خلاف القطع فيها محروم، وخلافه فيها محرم مذموم، ثم حكمه على التحقيق، إما التكفير وإما التفسيق.
و(قوله: هلك المتنطعون، ثلاثا) (¬1) هم المتعمقون في الكلام، الغالون فيه، ويعني بهم: الغالين في التأويل، العادلين عن ظواهر الشرع بغير دليل؛ كالباطنية، وغلاة الشيعة. وهلاكهم بأن صُرفوا عن الحق في الدنيا، وبأن يعذبوا في الآخرة. والتكرار: تأكيد وتفخيم بعظيم هلاكهم.
(4) ومن باب: إثم من طلب العلم لغير الله (¬2)
(قوله: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: قارئ، فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار) دليل على
¬__________
(¬1) هذه العبارة لم ترد في أحاديث التلخيص، وإنما وردت في صحيح مسلم برقم (2670) (7).
(¬2) هذا العنوان لم يردْ في نسخ المفهم، واستدركناه من التلخيص.

الصفحة 700