كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 6)

[2609] وعَن جَرِيرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِن الأَعرَابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَلَيهِم الصُّوفُ، فَرَأَى سُوءَ حَالِهِم قَد أَصَابَتهُم حَاجَةٌ، فَحَثَّ النَّاسَ عَلَى الصَّدَقَةِ فَأَبطَؤُوا عَنهُ حَتَّى رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجهِهِ. ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا مِن الأَنصَارِ جَاءَ بِصُرَّةٍ مِن وَرِقٍ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، ثُمَّ تَتَابَعُوا حَتَّى عُرِفَ السُّرُورُ فِي وَجهِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: مَن سَنَّ فِي الإِسلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثلُ أَجرِ مَن عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنقُصُ مِن أُجُورِهِم شَيءٌ، وَمَن سَنَّ فِي الإِسلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعدَهُ كُتِبَ عَلَيهِ مِثلُ وِزرِ مَن عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنقُصُ مِن أَوزَارِهِم شَيءٌ.
رواه أحمد (4/ 357)، ومسلم (2017) في كتاب العلم (15)، والترمذي (2675)، والنسائي (5/ 75 - 77)، وابن ماجه (203).
* * *
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قلت: ولا تباعد فيهما، فإنَّه إذا ذهب العلم بموت العلماء، خلفهم الجهال، فأفتوا بالجهل، فعمل به، فذهب العلم والعمل، وإن كانت المصاحف والكتب بأيدي الناس، كما اتفق لأهل الكتابين من قبلنا، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزياد على ما نص عليه النسائي: ثكلتك أمك زياد، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى وذلك أن علماءهم لما انقرضوا خلفهم جهالهم، فحرفوا الكتاب، وجهلوا المعاني، فعملوا بالجهل، وأفتوا به، فارتفع العلم والعمل، وبقيت أشخاص الكتب لا تغني شيئا. وقد تقدَّم الكلام على قوله: من سن في الإسلام سنة حسنة في كتاب الزكاة.
* * *

الصفحة 708