كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 6)

رأت فلتات الشّيب فابتسمت لها ... وقالت نجوم لو طلعن بأسعد
أعاذل ما كان الشباب مقرّبي ... إليك فألحى الشّيب إذ كان مبعدي
[72]- فأما ما ورد في الأثر من رأفة الله عزّ وجلّ بالشيخ، وما أعدّ له من صنوف الرحمة والعفو، فتلك حال مقترنة بالطاعات، ويوجبها التقلّب في العبادات، وإلا فهو كلّما أسنّ في المعاصي كان أبعد له عن الله، وأنأى مما أمّله ورجاه، وليس هذا موضع ذكرها، ولا يليق بإيرادها؛ وقد روي أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ الله تعالى عزّ ذكره يقول: «وعزّتي وجلالي وفاقة خلقي إليّ إني لأستحي من عبدي وأمتي يشيبان في الإسلام أن أعذّبهما» . ثم بكى، فقيل له: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: أبكي ممّن يستحي الله منه وهو لا يستحي من الله.
73- وقال أبو الفرج حمد بن خلف الهمذاني: [من الطويل]
تعيّرني وخط المشيب بعارضي ... ولولا الحجول البيض لم تحسن الدّهم
حتى الدهر قوسي فاستمرّت عزيمتي ... ولولا انحناء القوس لم ينفذ السهم
74- وقال النمر بن تولب: [من الطويل]
فإنّ تك أثوابي تمزّق عن بلىّ ... فإني كنصل السّيف في خلق الغمد
[75]- لبيد: [من الطويل]
فأصبحت مثل السيف أخلق جفنه ... تقادم عهد القين والنصل قاطع
76- ومثله للعجير السّلولي: [من الطويل]
لقد آذنت بالهجر هيفاء ليتها ... به آذنتنا والفؤاد جميع
وإنّي وإن واجهن شيئا كرهنه ... لكالسيف يبلى الجفن وهو قطوع
__________
[72] الحديث في ربيع الأبرار 2: 418.
[75] التشبيهات: 282 والأغاني 17: 22 ومجموعة المعاني: 123 وديوان لبيد: 171.

الصفحة 25