كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 6)

الآن وقد اتسع نطاقه وضرب بجرانه فامرؤ وما اختار.
[90]- وقد أحسن ابن الرومي في قوله: [من الطويل]
إذا دام للمرء الشباب ولم تدم ... غضارته ظنّ الشّباب خضابا
فكيف يظنّ المرء أنّ خضابه ... يخال سوادا أو يظنّ شبابا
[91]- الخضاب بالسواد مكروه، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: خير شبابكم من تشّبه بشيوخكم، وشرّ شيوخكم من تشبّه بشبابكم، ونهى عن الخضاب بالسواد وقال: هو خضاب أهل النار، وفي لفظ آخر: الخضاب بالسواد خضاب الكفّار، والخضاب بالحمرة والصفرة جائز تلبيسا للشّيب على الكفار في الغزو والجهاد. وقال صلّى الله عليه وسلّم: الصّفرة خضاب المؤمنين، وكانوا يخضبون بالحنّاء للحمرة، وبالخلوق والكتم للصّفرة، وخضب بعض العلماء بالسّواد، وذلك لا بأس به إذا صحّت النيّة، ولم يكن فيه هوى وشهرة.
[92]- قال محمود الوراق في إنكار الخضاب: [من مجزوء الكامل]
يا خاضب الشّيب الذي ... في كلّ ثالثة يعود
إنّ النّصول إذا بدا ... فكأنه شيب جديد
فدع المشيب لما تري ... د فلن يعود كما تريد
[93]- ولابن المعتز يعتذر عن ذلك: [من المتقارب]
__________
[90] تاريخ بغداد للخطيب 12: 24 ومعاهد التنصيص 1: 115 ومجموعة المعاني: 126 وديوان ابن الرومي: 243.
[91] الحديث «خير شبابكم ... » في الجامع الصغير 2: 10 وبهجة المجالس 2: 211 وحديث «الصفرة صبغة المؤمنين» في الجامع الصغير 2: 50.
[92] التشبيهات: 223 (بيتان فقط) وحماسة ابن الشجري: 217 وبهجة المجالس 2: 216 ونهاية الأرب 2: 30.
[93] التشبيهات: 223 وأمالي القالي 1: 110 ومحاضرات الراغب 3: 334 ونهاية الأرب 2:
29 وديوان ابن المعتز (ليوين) 4: 204.

الصفحة 29