كتاب موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية (اسم الجزء: 6)

المشركين {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)} (¬1)،
ولا يعترض بقوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19)} (¬2) لأن معناه قول تلقاه عن رسول كريم كقوله تعالى: {فأجره حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} (¬3) ولا بقوله: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا} (¬4) لأن معناه سميناه قرآنا، وهو كقوله: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} (¬5) وقوله: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ} (¬6) وقوله: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} (¬7) فالمراد أن تنزيله إلينا هو المحدث لا الذكر نفسه، وبهذا احتج الإمام أحمد. (¬8)

موقفه من الخوارج:
لقد ضمن كتاب قتال أهل البغي من سننه أبوابا في الخوارج منها:
باب ما جاء في قتال أهل البغي والخوارج. (¬9)
باب لا يبدأ الخوارج بالقتال حتى يسألوا ما نقموا ثم يؤمروا بالعود ثم
¬_________
(¬1) المدثر الآية (25) ..
(¬2) التكوير الآية (19).
(¬3) التوبة الآية (6).
(¬4) الزخرف الآية (3).
(¬5) الواقعة الآية (82).
(¬6) النحل الآية (62).
(¬7) الأنبياء الآية (2).
(¬8) الفتح (13/ 454) بتصرف من الحافظ وانظر الاعتقاد للبيهقي (ص.94 - 98).
(¬9) السنن الكبرى (8/ 168 - 172).

الصفحة 252