كتاب موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية (اسم الجزء: 6)
يُثبِتُهُ ولا يثبت أمره.
ومنهم من قال: الاعتقاد والإقرار إيمان بالله وبرسوله - صلى الله عليه وسلم -، وبسائر الطاعات إيمان لله ولرسوله، فيكون التصديق بالله إثباته والاعتراف بوجوده، والتصديق له قبول شرائعه واتباع فرائضه على أنها صواب وحكمة وعدل، وكذلك التصديق بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، والتصديق له، وقد ذكرنا بيانه ودليله في كتاب الإيمان، وفي كتاب الجامع، ونحن نذكر هاهنا طرفاً من ذلك.
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا أبو عامر، عن إسرائيل، عن سِماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أرأيت الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله عز وجل: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (¬1). (¬2)
ورواه أيضا البراء بن عازب أتمّ منه. (¬3)
وفي هذا دلالة على أنه سمّى صلاتهم إلى بيت المقدس إيماناً، وإذا ثبت ذلك في الصلاة، ثبت ذلك في سائر الطاعات، وقد سمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الطهور إيماناً. فقال في حديث أبي مالك الأشعري عنه: «الطُّهور شطر
¬_________
(¬1) البقرة الآية (143).
(¬2) أخرجه أحمد (1/ 295) وأبو داود (5/ 59 - 60/ 4680) والترمذي (5/ 192/2964).
(¬3) أخرجه: أحمد (4/ 283) والبخاري (1/ 128 - 129/ 40) ومسلم (1/ 374/525) والترمذي (2/ 169 - 170/ 340) والنسائي (1/ 262 - 263/ 487) وابن ماجه (1/ 322 - 323/ 1010).
أخرجه: أحمد (5/ 342 و343 - 344) ومسلم (1/ 203/223) والترمذي (5/ 501/3517) وقال: "هذا حديث صحيح". والنسائي (5/ 8/2436) وفي الكبرى (2/ 5/2217) وابن ماجه (1/ 102 - 103/ 280).