كتاب موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية (اسم الجزء: 6)
والإيمان مراتب بعضها فوق بعض، فليس الناقص فيها كالكامل، قال الله عز وجل: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} (¬1) أي: إنما المؤمن حق الإيمان من كانت هذه صفته، ولذلك قال: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} (¬2). ومثل هذه الآية في القرآن كثير.
وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم» (¬3) أن هو المؤمن المسلم حقا. ومن هذا قوله - صلى الله عليه وسلم -: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا» (¬4) ومعلوم معمول أنه لا يكون هذا أكمل حتى يكون غيره أنقص، وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: «أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله» (¬5) وقوله: «لا إيمان لمن لا صلاة له ولا من لا
¬_________
(¬1) الأنفال الآية (2).
(¬2) الأنفال الآية (4).
(¬3) الترمذي (5/ 18/2627) وقال: "حسن صحيح". والنسائي (8/ 479/5010) والحاكم (1/ 10) وقال: "قد اتفقا على إخراج طرق حديث: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» ولم يخرجا هذه الزيادة وهي صحيحة على شرط مسلم" ووافقه الذهبي.
(¬4) أحمد (2/ 250، 472) وأبو داود (5/ 60/4682) والترمذي (3/ 466/1162) وقال: "حسن صحيح". والحاكم (1/ 3) وصححه ووافقه الذهبي.
(¬5) أحمد (4/ 286) من حديث البراء. وابن أبي شيبة (6/ 172/30443) من حديث ابن مسعود. وله طرق لا تخلوا من مقال، أوردها الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (1728) وقال: "فالحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن على الأقل، والله أعلم".