كتاب تفسير الماتريدي = تأويلات أهل السنة (اسم الجزء: 6)
يأخذ العقول هو أن يذهب بعقله فيصير مجنونا.
وقال فرعون لموسى: (إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا) أي: مجنونًا، لكن هَؤُلَاءِ لم يريدوا بقولهم: (لَسَاحِرٌ مُبِينٌ): السحر الذي يأخذ العقول، ولكن أرادوا السحر الذي يأخذ الأبصار؛ يقولون: إنه وإن كان أخذ الأبصار في الظاهر فهو لا شيء في الحقيقة، ولكن في قولهم: (إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ) دليل أنهم عجزوا عن رده، وعرفوا أنه حق، ولكن هم أرادوا التمويه على الناس؛ كقول فرعون لسحرته حين آمنوا برب موسى: (إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ) أراد أن يموه على الناس؛ واللَّه أعلم.
* * *