كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)
وأنشدني لنفسه، وقد أهدى إلى الصاحب شرف الدين أبي البركات المستوفى، تقويماً، وكتب على ظهره: [من الطويل]
ولما رأيت الشعر ليس ببالغ ... علاك وأهل الأرض أنت رئيسها
منحتك بالأفلاك تجري سعودها ... إليك وتجري في الأعادي نحوسها
وأنشدني لنفسه فيه أيضاً، وقد لسعته عقرب في قدمه: [من السريع]
يا شرف الدين الذي لم يزل ... يجوده يوجد أهل العدم
قد فاقت العقرب فخراً كما ... قد فاق من قبل منك القدم
وأنشدني لنفسه، مبدأ قصيدة: [من مجزوء الكامل]
يا مائساً تحت الغلائل ... أمن الشَّمول هي الشَّمائل
أزرت لحاظك بالسيو ... ف ولين قدِّك بالذَّوابل
إن شئت قتلي في هوا ... ك فحبذا ما أنت فاعل
/74 أ/ شفَّيت بي منك الحوا ... سد واللَّوائم والعواذل
يا أيُّها الرِّيم الذي مرعاه قلبي لا الخمائل
لا حبذا واش غدا ... عنِّي إليك الزُّور ناقل
كم ذا أميل إليك من ... وجد وعنِّي أنت مائل
لا تحملن سيفاً فلحـ ... ـظك ناب عمَّا أنت حامل
لك من خفونك والحشا ... طول المدى رامٍ ونابل
حازت لحاظك ما وعى ... الملكان من سحرٍ ببابل
ويح النَّسيم لو أنَّه ... أدَّى إليك لي الرسائل
لبعثت في طيَّاته ... منِّي إلى الحبِّ الرَّسائل
وأنشدني لنفسه: [من المتقارب]
مدحتك لا طعاماً في نداك ... وفي جود مثلك من يطمع
ولكن بشحِّك لمَّا سمعت ... أردت أحقِّق ما أسمع
وأنشدني أيضاً لنفسه، في غلام لابس أحمر: [من الكامل]
ومهفهف كالغصن قامته ... بخصره ما بي من السَّقم