كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)

/74 ب/ لم أنسه لمّا بدا قمراً ... يختال في ثوب من العنم
وحواسدي حولي وقد بهتوا ... من حسنه في ذلك الصَّنم
فأجبتهم والدَّمع يكسب من ... جفنيَّ في خدَّيَّ كالدِّيم
لم يكف أن دمي بوجنته ... حتَّى تسربل كلُّه بدمي
[767]
محمد بن المبارك بن يحيى بن عبد الله بن القاسم بن المظفر، أبو سعد بن أبي الفتح الشهر زوريُّ الموصليُّ.
من أبناء القضاة الشهرزوريين.
أخبرني أنه ولد بالموصل، في سلخ جمادى الآخرة سنة ستٍّ وثمانين وخمسمائة.
تفقه على مذهب الإمام الشافعي – رضي الله عنه – وحفظ فصولاً في الوعظ، وقال أشعاراً مختارة، ووعظ الناس بالمسجد الجامع برهةً من الزمان. وكان يحصر مجلسه عالم كثرٌ من الرؤساء، والفقهاء، وأكابر البلد. وكان حسن الصوت في إنشاد الشعر، ذا قبول تام عند الناس؛ فبقي مدة يسعد المنبر، ويتكلم على الناس، ويعظهم، ويظهر التدين والنسك على سيرة مرضية، وطريقة حميدة؛ فعند ذلك جذبه المولى الملك الرحيم إلى خدمته، واختاره لمنادمته، وأنعم [عليه]، /75 أ/ وقربه إليه، وصار أحد ندمائه، ومخصوصاً من بين جلسائه، وتزيّا بزي الأجناد.
أنشدني لنفسه، يمدح المولى المالك الملك الرحيم بدر الدين، عضد الإسلام والمسلمين، تاج الملوك شرف السلاطين، غياث الملهوفين، ملك أمراء الشرق والغرب بهلوان جهان خسروا إيران اج أرسلان إينانج قتلغ بك أتابك صغرك تكين بلكا، أبا الفضائل نصير أمير المؤمنين – ثبت الله أركان دولته – وأسبغ عليه ظل نعمته، ويهنئه بالنيروز: [من البسيط].
لمَّا تبدَّى الكثيب الفرد والعلم ... أهدى السَّلام فماد البان والسلم
وظلَّ يلثم خدَّ الأرض معترفا ... بسكر ما أسلفت أيَّامها القدم
أيَّام لهو تقضَّت وهي حافلةٌ ... بالوصل لا سامٌ فيها ولا ندم

الصفحة 101