كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)

ونحن في صفو عيش ما به رمقٌ ... الدَّار دانيةٌ والشمل ملتئم
لله كم من لبانات قضيت بها ... أيَّام لم يهتضمني الشيب والهرم
فاليوم لا عثرتي فيها تقال ولا ... يرعى لديَّ بها إلٌ ولا ذمم
لا درَّ درُّ الغواني كم حشا تركوا ... مقتروحةً حشوها من جورهم ألم
يوفون بالعهد ما دام الشَّباب لنا ... غضّاً وما مسَّنا الإملاق والعدم
/75 ب/ صحوت يا صاح من سكر الشَّباب وقد ... أضاء صبح مشيب ليس ينكتم
وعدت أدأب في نيل الفخار ولي ... عزمٌ يقصِّر عنه الصارم الخدم
أرى المعالي مراماً ليس يدركه ... إلا فتى بذيول العزم يلتزم
باتت تعنفني في الحرص لائمتي ... تقول ما الحرص يجدي إذ جرى القلم
فقلت أرجوا زماني أن يبلِّغني ... مراتباً ليس تسموا نحوها الهمم
وكيف لا أترجَّى الخير في زمن ... أبو الفضائل في العادل الحكم
ملكٌ سما في سماء المجد مرتدياً ... ثوباً له العدل سلكٌ واحلجا علم
وفي مدائح بدر الدين مالكنا ... تحير اللَّوذعيُّ المصقع الفهم
إن قيل ليثٌ، فليث الغاب في وجلٍ ... أو قيل غيثٌ فليست تمرع الدِّيم
يا أيُّها الملك المرجوُّ نائلة ... ومن تخاف سطاه العرب والعجم
فضحت حاتم طيَّ بالنَّدى فغدا ... إليك ينتسب الإحسان والكرم
لله أنت فكم شيَّدت من رتب ... ومن جنان نعيم دونها إرم
أما وحقِّ أياديك التي ملكت ... رقَّ الأنام وحسبي ذلك القسم!
إني على قدم الإخلاص قد علقت ... كفِّي بعروة أمن ليس تنفصم
جعلتها لي ملاذاً أستجير به ... من الحوادث أنَّى زلَّت القدم
/76 أ/ لا زال ربعك أمن المستجير به ... تؤمُّه من أقاصي أرضها الأمم
تسعى إلى بابك الميمون كل ضحى ... تطوف سبعاً بركنيه وتستلم
يكبرون إذا لاحت بشائره ... كأنه بينهم في الحرمة الحرم
تهنَّ واسعد بذا النَّيروز حين أتى ... مبشراً بسعود ليس تنصرم
ودم على رغم من يشناك في نعمٍ ... العدا في إثرها نعم
وأنشدني أيضاً لنفسه: [من مجزوء الرمل]

الصفحة 102