كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)
لنفسه. يفد إلى بغداد يجتدي وجوه الحضرة بها، ويمدحهم.
لقته بمدينة السلام، سنة أربع وعشرين وستمائة؛ وهو شيخ كبير السن، طويل أسمر، ذو جسم عبل. وخبرت أنه ولد سنة أربع أو ثلاث وسبعين وخمسمائة؛ وذكر أن والده كان فيهاً /78 أ/ على مذهب الإمامية، وكان جده نقيباً علاّمة وقته في الأدب، وعلم العربية والفقه.
أنشدني لنفسه يفتخر: [من الطويل]
مرامي قريضي لا تطيش نبالها ... وأسياف فهمي مرهفات نصالها
ولي خاطرٌ كالعضب أخطر من ظباً ... مهنَّدة بتر حديد صقالها
تطأطئ دوني رأس كل معاندٍ ... وعيل بعزمي من عداه احتيالها
ومنها:
وإنِّي لأبكار القوافي لمالكٌ ... ,مذهب غيري نقصها وانتحالها
سأدعى فريد العصر فضلاً وحكمةً ... أقلِّد خصمي عثرةً لا يقالها
فلوذوا بسلمى تسلموا من خواطري ... وإلا دهاكم بالهجاء عضالها
سلوا شعراء الملك عنِّي فإنَّني ... إذا أنسيت يوم الفجار تخالها
أنا ابن علي والبتول وحبذا ... فخارٌ إذا الأعياض قام سجالها
أبي خير خلق الله بعد محمَّد ... لقد حلَّ من أنساب قومي جلالها
فإن تنسبوني تخبروا لي أرومةً ... كثيراً معانيها قلالاً مالها
بسبق أبي قامت شريعة دينكم ... فباد لدينا حرمها وحلالها
/78 ب/ وما زال طلاَّع الثنايا وموقع الـ ... ـمنايا باحران شديد ضلالها
لنا يوم خمٍّ والعهود عليكم ... بحب أبينا لا تجدُّ حبالها
ونحن ورب البيت أكرم أسرةٍ ... تسود علاً نسوانها ورجالها
وأنشدني لنفسه: [من الكامل]
ما عن أجرع رملةٍ وعقيق ... إلا ولؤلؤ مقلتيَّ عقيق