كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)

الدينوري، وأبي علي الحسن بن المبارك بن محمد الزبيدي، وأبي الفضل عبد السلام بن عبد الله بن أحمد بن بكران الداهري، وغيرهم من هذه الطبقة.
قدم إربل، ونزل بدار حديثها، وقرأ على شيخنا أبي الخير بدل بن أبي المعمر بن إسماعيل التبريزي، كتباً كثيرة من الأحاديث والتفسير.
شاهدته بها في ربيع الأول سنة ستٍّ وعشرين وستمائة؛ فوجدته رجلاً فاضلاً، متنسكاً عاقلاً، مسالماً ذا دين وعفاف وبشر، ووقار على منهاج المتقدمين من العلماء، مواظباً على الاشتغال بالعلم وتلاوة وقراءة القرآن /79 ب/ ثم إنَّه جيّد المعرفة بمعاني الشعر، صالح الفكر في حل التراجم، له شعر حسن.
أنشدني لنفسه: [من الطويل]
إلى كم أمنِّي النَّفس ما لا تناله ... فيذهب عمري والأماني لا تقضى؟
وقد مرَّ لي خمسٌ وعشرون حجَّةً ... ولم أرض فيها عيشتي فمتى أرضى؟
وأعلم أنِّي والثَّلاثون مدَّتي ... حر بمغاني اللَّهو أوسعها رفضا
فماذا عسى في هذه الخمس أرتجي ... ووجدي إلى أوب من العشر قد أفضى؟
فيا ربِّ عجِّل لي حياةً لذيذةً ... وإلاَّ فبادر بي إلى العمل الأرضي

الصفحة 107