كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)
ألفاظ المطيرين، واصطلاحاتهم، مبدأها: [من الخفيف]
عين سحِّي بدمع جفن هتون ... واسعدي عبد بالبكا والحنين
واندبي طيره الذي قطُّ لا يعـ ... ـرف إلا بالسَّابق المجنون
كان أوفى الحمام في العلم الا ... ول سبقاً بفوتها كل حين
كان لون خفَّق المناصف ما ... احتاج إلى حمل وغدا مكين
كان سهل التسريح ما خطر الترحيل يوماً له كدس الظنون
وأنشدني أيضاً لنفسه، في إنسان يعمل الخل، يعرف بالمؤذن، فقال له رجل: ما بال خلك يا مؤذن ما له طعم؟ فسئل محمد بن يوسف الفراء أن ينظم في ذلك شيئاً، فصنع هذه الأبيات: [من الكامل]
نصح المؤذِّن من له عزم ... وثواب كل نصيحة غنم
في حال ذوق الخل قال له: ... ما بال خلك ما له طعم؟
لا توهمنَّ الناس إنَّك قد ... أصلحته ما ينفع الوهم
الخل أدمٌ أي فائدة ... فيه إذا لم يصلح الأدم؟
/82 أ/ وشروه منك بغير تجربةً ... خطأٌ ولم يحدث بذا رسم
يا عاذلي في شرح قصّته ... خفض عليك فحربه سلم
قل للمؤذِّن لا يغرُّك أن ... حمدوك قومٌ حمدهم ذمُّ
يكفيك فعلك بالزبيب فقد ... أحسدت ما قد أصلح الكرم
درياقنا عنب الكروم وما ... دبرت منه كأنَّه سمُّ
لا تعزلنَّ نقيع أوَّله ... فعليك إن أعزلته إثم
فاقبل نصيحتنا تبترَّ وإن ... خالفت مالك في السما نجم
وأنشدني لنفسه من قصيدة، يقول فيها من أبيات: [من الخفيف]
وعلى جيرة نعمت زماناً ... بهم من خليلة وخليل
كل بيضاء لدنه القدِّ تحكي ... الغصن في لينه وفي التعديل
ذات ثغرٍ كالأقحوان كأنَّ الـ ... ـخمر فيه قد شيب بالزنجبيل.