كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)
سحر عينيه علَّمت بابل السحـ ... ـر وقد أشبه الغزال الأغنَّا
من فنون الجمال فيه ويزدا ... د من الحسن كلَّما ماس فنَّا
عوَّدونها الوصال منهم فأضحوا ... بعد إقبالهم يولُّون عنَّا
أوقع الحزم بيننا بعد قرب ... نار حرب ضرامها ليس يفنى
ويك ما جرم من أباحك في ... المراد نقيتم ولم تخض منَّا
وشيوخ الفتيان قالوا جميعاً ... لا يعنّى من ليس يقنص دفنا
ويك هلاَّ استأذنت في ذاك طرخا ... ن والأشيخ الفتوة يمنا
/83 ب/ جعل الخزم ذا الفتوَّة صيداً .. ليس يخفي مقاصد الخزم عنا
وادَّعى أنها صيانة عرضٍ ... ينطوي في بلوغه ما تمنَّى
خيروه وليس يخفى عليه ... حال علق إذا عليه تجنّي
كلَّما شدَّ امرداً بسراويـ ... ـل نهارا نجلُّه نحن وهنا
قد تعجبَّبت حيث مالوا إليه ... وهو منَّا أشدُّ فسقاً وأزنى
قل لمن رامه رفيقاً لعمري ... عن قليل محبة المرد تفنى
فقصارى ما نلت يا صاحب منهم ... فهو نصف اسم كل شيء مثنَّى
إنما أنت فاعلٌ والمفاعيل ... كثيرٌ والخزم حرف لمعنى
[771]
محمد بن يوسف بن مكارم بن منصور بن عبد الله بن منصور بن علويٍّ، أبو عبد الله الشيباني الموصلي المؤدب.
شاب أسمر قصير، نزل في عارضيه الشيب. كان يؤدّب الصبيان في المكتب بالموصل، ثم ارتبطه الأمير أمين الدين أبو المكارم لؤلؤ بن عبد الله البدري، لتأديب ولده الأصغر.
وهو شاعر فطن مجيد، ذو فكرة نادرة، وبديهة في الشعر حاذرة. كان النظم طلوع يديه، والقوافي /84 أ/ مسلمة أزمتها إليه، يتصرف في القريض، كيف ما أراد من غير فكرٍ ولا استعداد. مدح جماعة من رؤساء مدينته وأمرائها.
أنشدني لنفسه، يمدح المولى المالك الملك الرحيم بدر الدنيا والدين، عضد