كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)
قلت: دع ما مضى فلست أرى مثـ ... ـلك حسناً يا غاية المتمنِّي
[772]
محمَّد بن فضلون بن أبي بكر الحسين بن محمد بن وهب بن صالح بن يوسف بن عمر بن عبد الله /86 أ/ بن عاصم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أبو عبد الله العقريُّ.
من أبناء الأكراد، والعقر قلعة حصينة مشهورة، يقال لها: عقر الحميديَّة جيل من الأكراد، ببلد الموصل.
شاب طويل أحول، مائل إلى الشقرة، ضئيل البدن نحيفه.
أخبرني أنه ولد بها في جمادى الأولى سنة ستٍّ وثمانين وخمسمائة. وبلغني أنه كان مريضاً بالموصل، فتوجه نحو أهله إلى العقر، فأدركته منيته بموضع يعرف برأس النا عور؛ فدفن هنالك، وقبره به على تلعة من الأرض؛ وذلك في أواخر ذي الحجة سنة أربع وعشرين وستمائة – تغمده الله برحمته ورضوانه إنه جواد كريم-.
وكان من الفضلاء في كل علم، فقيهاً شافعياً، مناظراً، أديباً، نحوياً، شاعراً، متفنناً، لقي علماء الأدب والفقه، وأخذ عنهم، وسمع عليهم الحديث، وصنّف كتباً منها: كتاب "الرموز الشرقية على الكنوز الخفية" في علم الأصول. وكتاب في الفرائض، وغير ذلك.
أنشدني لنفسه: [من الكامل]
بي من فراقك وحشةٌ وصبابةٌ ... ابين لجنبي أن يلائم مضجعاً
وغضضت من بصري ففيه تورعٌ ... عن رؤية الدُّنيا إلى أن يرجعا
/86 ب/ ولقد ذممت الصَّبر قبل دفاعه ... والشوق قد قرع الفؤاد فأوجعا