كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)
وأنشدني من شعره: [من الطويل]
ولو أنني حمَّلت كتبي بعض ما ... يلاقيه قلبي من فراقك والصَّدِّ
لما وصلت إلا وفي صفحاتها ... ندوبٌ من الهمِّ المبرِّح والوجد
وأنشدني لنفسه، ما كتب به إلى صديق له في صدر رقعة، يشفع فيها لبعض الشعراء: [من الكامل]
/87 ب/ كرمت طباعك كالخلائق روضةً ... والكف غيثٌ دائمٌ الهطلان
وتناقل المدَّاح وصفك بينهم ... لا زلت ممدوحاً بكل لسان
وأنشدني لنفسه ما كتبه إلى بعض الرؤساء عتاباً: [من الطويل]
أليس عجيباً أنني لك شاكرٌ ... محبٌ وأمسي موغر الصدر باكيا
وكانت ظنوني في علاك جميلةً ... فغادرتها والله يعلم ما هيا
أتعمر جسراً باطِّراحك جانبي ... وتهدم بي قصراً من الذكر عاليا
وترقد عنِّي ملء جفنيك ملغياً ... حقوقي وقد نبَّهت فيك القوافيا
وجدت لساني عن كلام يسؤكم ... كليلاً وإن كان الحسام اليمانيا
وجاء أذاكم مرةً بعد مرةٍ ... فصادف مني صابراً متغاضيا
فلا تحوجوني اقتفي غير مذهبي ... وأنوي لكم غير الذي كنت ناويا
وما ضرَّكم أن تستديموا مودَّتي ... عليكم وأن تشروا بمال ثنائيا
وأنشدني أيضاً لنفسه في المعنى: [من الطويل]
إذا زدت شكراً زدتموني أذيَّةً ... فبت ولي قلبٌ يقلَّب في العتب
وما زلَّتي فيما أرى غير حبكم ... فهل عندكم أن تغفروا زلَّة الحب
/88 أ/.
/88 ب/ وأنشدني لنفسه يصف الثلج: [من الطويل]
عدمت رواء الثلج أن بياضه ... سوادٌ إذا النيران لم تتضرم
كأني وقد أرعدت عند وقوعه ... فؤاد جبانٍ خاف من وقع لهذم