كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)

دعاني هواه فاستجبت مسارعًا ... لأنِّي أراه من أجلِّ ذخائري
/3 أ/ لك الله من ملك به سمت العلا ... وعم نداه كل باد وحاضر
علوت علو النجم مجدًا وسؤددًا ... بما أنت قد أوليته من مفاخر
ودانت لك الدنيا وأصحب صعبها ... ونلت الذي تهوى بأسعد طائر
ولولاك بدر الدِّين ما التذوارد ... بورد ولا ساغت مصادر صادر
فلا زلت محمي الجناب من الردى ... تبيد العدا بالمرهفات البواتر
وكذَّب ظن الحاسدين بعكس ما ... أسروه من داء دخيل مخامر
وقام منار الدِّين واستوسق الهدى ... بصحة ملك ما له من مناظر
لقد عزَّ من والاك عزًا مؤَّبدًا ... وذلَّ الَّذي ناواك ذلَّ الأصاغر
بنفسي أقيه كلَّ أمرٍ يخافه ... ومن عزَّ من قومي وجلَّ عشائري
وأنشدني أيضًا فيه يمدحه – أعز الله أنصاره -: [من الخفيف]
من لصبٍّ أضحى أسير الأماني ... موثقًا في حبائل الهجران
كلَّما رام أن يبوء بعبء الـ ... ـحب يومًا زلَّت به القدمان
كيف يرجو الوصال من خصمه المحـ ... ــبوب أم من له بيوم التداني
كان لي في الهوى زمان مضى يذ ... مم والآن قد حمدت زماني
/3 ب/ يا خليليَّ أسعداني على الحـ ... ـبِّ وكفَّا الملام لا تعذلاني
وذراني وما أحب ومن أهو ... ى وشان الغرام يومًا وشاني
إنَّ لي في الَّذي أروم حديثًا ... فاق طيبًا على استماع الأغاني
غير أني لا أستلذ بحال ... أصبح السر فيه كالإعلان
والذ الهوى وأطيب ما فيه ... جحود يفضي إلى كتمان
يا أساة الغرام دائي الَّذي أسـ ... ـقم جسمي علاجه أعياني
أين منِّي السلوهيهات يا صا ... ح ودمعي يلج في الهملان
وفؤادي يكاد من شدَّة الشو ... ق حصاه يذوب بالخفقان
يا ليالي الحمى فهلاَّ تعوديـ ... ــن ويومي به أما لك ثاني

الصفحة 13