كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)

[742]
محمَّد بن الحسن بن عبد القاهر بن الحسن بن القاسم بن
المظفر بن عليٍّ، أبو السعادات بن أبي عليٍّ القاضي الشَّهرزوري الموصلُّي.
كان والده يتقلد القضاء بالموصل، وكاذلك كان عمّه وجدّه وأسلافه؛ وهم أهل بيت عريق في القضاء، أشهر من أن ينبَّه عليه، والقضاء يتردّد فيهم على قديم الزمان وحديثه.
وأبو السعادات أخبرني؛ أنَّه ولد في ليلة النصف من شعبان سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
حفظ القرآن، وسمع جملة من الحديث، وقرأ فقه الإمام الشافعيّ –رضي الله عنه- على الشيخ العلامة أبي المعالي موسى بن يونس بن منعة بن مالك الفقيه المدرس. وأخذ عنه علم الأصول والخلاف، وغير ذلك من العلوم الشرعية.
ثم تصدَّر للتدريس، فدرس بالمدرسة الكماليّة /8 ب/ بالموصل. وهو فقيه مدرّس، عالم مناظر، قيّم بعلم الأدب والنحو، شاعر مجيد، له اعتناء بكلام الصوفية من الحكماء، ومعرفة بوصف الخيل ونعوتها، واختلاف أجناسها.
أنشدني لنفسه، يمدح المولى المالك الرحيم بدر الدنيا والدين، عضد الإسلام والمسلمين، نصير أمير المؤمنين –خلّد الله دولته-: [من الطويل]
هو القدُّ يسبي المستهام رشيقه ... ويصبيه منه عطفة ويروقه
ويهوى اعتناق السَّمهريَّ لأجله ... ويطربه بان الحمى ويشوقه
ويقلق وجدًا كلَّما عنَّ عارضٌ ... تذكِّره ثغر الحبيب بروقه
وتغريه إن هبت من الغور نفحةٌ ... كأن بها حادي الغرام يسوقه
ولم ير زهر الرَّوض إلا وهاجه ... وأبدى جواه ورده وشقيقه

الصفحة 19