كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)

يا من نؤمِّله لإدراك المنى ... وبلوغ أقصى غاية الآمال
أإليك من نهج لعبد مخلص ... بولائه جم الثَّناء موالي
غرضٌ إلي تقبيل راحتك الَّتي ... هي للعفاة أبٌ وأمُّ عيال
والإبتهاج بنور طلعتك الَّتي ... نسقى الغمام بها لدى الإمحال
جاب الحزون إليك علمًا أنَّه ... سينال عندك راحة الإسهال
ولكم غدا إخلاصه مستشهداً ... لما إليه شكا وجا الإرقال
أحوامل الأثقال أنك في غد ... بفناء أحمل منك بالأثقال
فاسلم لنا يا يوسف أبن محمد ... وزراً نلوذ به من الأوجال
فلأنت أكرم من بوافر سيبه ... لفحت لنا الآمال بعد حيال
وأنشدني لنفسه، يرثي علي بن أحمد بن هزدي. وكان صديقاً له: [من الطويل]
سقى جدثًا وارى علىَّ بن أحمد ... هزيم حيًا أحوى الرَّباب دفوق
ملثٌ إذا يومًا أربَّ لماحل ... غدا وهو بالرَّوض الأنيق أنيق
فتًى حاز منه التُّرب ترب فواضل ... بأيسرها كان الفضاء يضيق
/165 ب/ مضى فمضى المعروف والبأس واغتدى ... فشيب رداء الحلم وهو سحيق
فما ساءني من بعده فقد صاحب ... ولا سرَّني في الأصدقاء صديق
ولم أر شيئًا مذ تضمَّنه الثَّرى ... يلذُّ لعيني شخصه ويروق
فيا كبدي أنت الأسيرة للأسى ... عليه ودمعي الدَّهر أنت طليق
وأنشدني لنفسه في بعض أغراضه: [من الطويل]
هجرتك يا دار الأحبَّة راغمًا ... وودُّك ما حالت لديَّ به الحال
ولولا وشاة الحيِّ يا دار لم يكن ... يحلُّ ركابي فيك ما عشت ترحال
وأنشدني لنفسه، ما كتبه إلى الصاحب فخر الدين أبي سعيد المبارك بن يحيى- صاحب ديوان الزمام، وكان قد أنفذ له شيئاً من المال، فم يمكن رده عليه- بقصيدة منها هذه الأبيات: [من الطويل]
أمولاي فخر الدِّين دعوة ناظم ... مدائحه عقداً لسؤددك النَّهد
لك الخير رفقًا بعض سيبك إنَّه ... جسيمٌ فكيف الجمُّ من طولك العدِّ

الصفحة 215