كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)
يا من عرفنا في عوارفهم ... علميةً معلومة الوصف
/176 أ/ لكم التَّمكُّن في سموَّكم ... ولنا عليكم عادة العطف
أعلامكم مرفوعةٌ أبداً ... وعدوُّكم ينجرُّ بالحرف
أبداً وتفَّرق كلَّ ما جمعوا ... وتصغَّر الآلاف في الألف
وقال أيضًا: [من الطويل]
تعرَّض للأعراض عن عاشق صبَّ ... وجار بحكم الحسن عن سنن الحبَّ
فصارت ضروب الَّصَّد تخظى بوصله .. إذا ملَّ ضربَّا منه مال إلى ضرب
أذكرته عهد الهوى وحقوقه ... وما كنت ألقى فيه بالعذل من صحبي
وأنَّي لمَّا كنت قانص سربه ... تعلَّقت منه قانصًا قانص السَّرب
وإن فاق أيَّام الصَّبأ في وصاله ... على نفسه منه وأصباه ما يصبي
فعاد بعطف ثم قال معاتبًا ... فقلت له: لا تفسد العطف بالحبَّ
ودعني من عتب يكدَّر مسربي ... علىَّ فحسبي بالرَّضا عاتبًا حسبي
[817]
محمد بن علي بن غازي القاضي، أبو عبد الله الحموي الفقيه الحنفيُّ.
شاب ذو فضائل جمّة، كثير المحفوظ. وكان من جملة محفوظة صحيح مسلم بأسانيده ومتونه، /176 ب/ وكتاب المفصل للزمخشري، مع مواظبة على تلاوة القرآن المجيد؛ وهو أحد المعيدين بالمدرسة الشريفة المستنصرية، وتولى قضاء واسط، ثم عزل عنها.
وله في المستنصر بالله يمدحه: [من البسيط]
دار السَّلام لها من يمن طلعته ... سلامةٌ عطبت من دونها الغير
ذو سيرة كسرت كسرى وذا يزن ... وعن مدى طولها في قصير قصر
ويلٌ لأعدائه من بأسه أبداً ... لا ملجاٌ منه ينجيهم ولا وزر
عليه أنار وحي الله شاهدها إلا ... جماع والنَّصُّ والمعقول والأثر
يستعظم النَّاس أخباراً لهيبته ... وعند رؤيته يستصغر الخبر