كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)

أهدي لمولانا دعاء صالحًا يدعو به في الصُّبح بعد صلاته
وسوى الدُّعاء فلست أملك غير ما ... أحويه من صدقاته وصلاته
[850]
محمد بن أبي القاسم بن محمد بن أحمد بن محمد بن سعيد، أبو عبد الله الأمديُّ.
قال الصاحب الوزير أبو البركات المستوفي- رضي الله عنه- في تاريخ إربل: ويعرف بالرشيد الدمشقي، وسألته عن مولده؟ فقال: بامد، فقلت له: في أي سنة؟ فقال: ما هو معيَّن، إنما أنا في حدود عشر الثمانين.
وحدثني أنَّه قرأ الخلاف والفقه، وسافر إلى خراسان وغيرها، وسمع في صغره شيئًا من الحديث، ولم يكن من مطلوبه، إنَّما سمعه في جماعة سمعوه. وذكر أنَّه لقي أبا بكر يحيى بن سعدون القرطبي وغيره. لزم /238 ب/ طريقة أهل التصوّف، وقال بمذهبهم، وهو- كما ذكر – ورد إربل غير مرّة.
وأنشدني من شعره في سادس شهر ربيع الآخر سنة سبع عشرة وستمائة؛ برباط الجنينة المعمور. وكان فقيهًا حنفيًا إمامًا مقدمًا في مذهبهم، أنثى على علمه بعض الحنفيّة ثناءً كثيراً. وكان نحويًا عالمًا بالنحو.
ثم قال: أنشدني لنفسه، وذكر إنه عملها في بلاد العجم، وقد عاجله الشيب: [من الكامل]
ما شبت من كبر ولكن شيَّبت ... رأسي شدائد للمتون قواطع
لو أنَّ بعض مصائبي يمني بها ... ويذوق شدَّتها غلامٌ يافع
لنضالها برد الشًّبيبة واغتدى ... للشيب في فوديه نجمٌ طالع
والنَّاس في اللأواء حين تعدُّهم ... رجلان: ذو صبر، وآخر جازع
فاصبر على مضض الحوادث إنَّها ... ميزان عدل خافضٌ أو رافع
ولتعلمن أن البلاء لأهله ... كالسَّبك للإبريز مؤٍذ نافع

الصفحة 307