كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)

[851]
محمد بن محمد بن أحمد، أبو عبد الله البرزيُّ.
من أهل وسط.
ذكره الصاحب الوزير أبو البركات المستوفي –رضي الله عنه- في تاريخه، وقال: ورد إربل في العشر الأولى من شعبان /239 أ/ سنة أربع عشرة وستمائة. وكان يسأل الناس معرضًا لا يعف عن أحد ملك أو سوقه، رفيعٍ أو وضيعٍ
أنشدني أبو عبد الله البرزي لنفسه: [من البسيط]
لو لم تهج بالجوى المذكي بلابله ... ما لجَّ باللَّم والتعنيف عاذله
صبٌّ إذا قال: هذا الشَّوق قد ذهبت ... عنِّي أواخره عادت أوائله
يا مصلتًا من قراب اللَّحظ سيف هوًى ... مهنَّداً لا يريد السِّلم حامله
هذا اللًّي أولعت عيناك في دمه ... ظلمًا لآيَّة حال أنت قاتله
واهيف كقضيب البان ما انعطفت ... أعطاف سمر القنا لولا شمائله
يكاد يوهيه ممَّا فيه من ترف ... مرُّ النَّسيم وتدميه غلائله
كالماء لو باشرته كفُّ مغتبق ... لسال ما قبضت منه أنامله
قالت لنا عينه سحري بلبتكم ... فأين هاروتكم أم أين بابله
يا من أمانيُّ عيني إن تراه ومن ... مالي سوى قربه وصلاً أحاوله
ما ذاق طعم حياة من تفارقه ... ولا يذوق حمامًا من تواصله
ولا يلذُّ الكرى في ليله ملكٌ ... بات أبن أرتق محمودٌ يصاوله
وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه: [من البسيط]
/239 ب/ ثنى عنان هواه بعدما جمحا ... وراجع الحلم عن جهل الصِّبا فصحا
فما تتيَّمه سحر الجفون ولا ... يروقه الخدُّ محمرّاً إذا وضحا
وقلَّما تسكب الأطلال عبرته ... ولا الغريق أجدَّ البين منتزحاً
ما كان أوَّل مغرور بصبوته ... ثابت إليه أنأةٌ بعد ما مرحاً
ولا بأوَّل من أصغى إلى عذل ... أذنًا وطاوع من في الحبِّ قد نصحا

الصفحة 308