كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)

سجيةٌ عقدت بالمجد همَّته ... تهوى العلا وتعاف اللَّهو والقدحا
صمِّم إذا رمت من أمر مزاولة ... وقدِّم الحزم تردده وإن جمحا
وعش وأنت عزيزٌ أو فهمت كرمًا ... إن كنت حرّا ولا تقنع بما سنحا
فالمرء لا ترهب الأيَّام سطوته ... ما لم يكن لزناد العزِّ مقتدحا
سأرحل العنس عن أرض أقيم بها ... بين اللِّئام قليل الحظِّ مطَّرحا
وأعسف البيد ترمي بي جوانبها ... بحرًا من الكيل نعطو أكلها طفحا
لا يهتدي النَّجم فيه لين مسلكه ... ولا يلين لساريه إذا التمحا
وربما بات فيه البدر حلف سرًى ... فغاله بعد مسراه وما برحا
تركت للفقر يطوي كلَّ مأربة ... وللمطيِّ تباري المشية السُّجحا
ما لي أعلِّل نفسي بالمنى سفهًا ... وأحلب الحظَّ حلبًا مجحدًا وتحا
/240 أ/ وفي القوافي وفي عرض الفلاسعةٌ ... تعدي على الهمِّ إمَّا جلَّ أو فدحا
وأنشدني، قال: أنشدني أيضًا قوله: [من المنسرح]
خذها عروسًا إليك تجلى ... ما نتجت مثلها الخواطر
من لقط غر إلا فمن ذا ... يقابل اللَّيث بالجاذر
وقال يهجو الهذّب أحمد الواسطي المنبوز بمدلويه: [من الخفيف]
أحمد الواسطيُّ أكذب خلق اللـ ... ـــــــه في نطقه إذا ما فاها
لعن الله نطفةً صيغ منها ... فهو في قبحه الشَّنيع تناهي
إن رأى خلَّة تسرُّ لخل ... صدًّ عنها أو زلةً أفشاها
[852]
محمد بن محمد بن محمد بن أبي حنيفة، أبو القاسم بن أبي عبد الله بن الفرضيِّ.
كا إربلي المولد والمنشأ، بغدادي الوالد والأصل. أستشهد بدمياط في

الصفحة 309