كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)
لمَّا بدا عاينت سنَّة وجهه ... كالبدر في أفق الملابس يجتلى
ورأيت أنَّ الرُّشد في دين الهوى ... لمَّا رأيت الصُّدع منه مرسلا
أضحى ضنيناً بالسَّلام وطالما ... أمسى يعاطيني الرَّحيق السَّلسلا
في روضة حاك الرَّبيع لربعها ... حبراً وحاكى النَّشر منها المندلا
فكأنَّما جود ابن موهوب غدا ... دون السَّحاب بريَّها متكفِّلا
مولى إذا ما جئته تلقً امرءاً ... يلقاك بارق بشره متهلِّلا
يقظان ما ينفكُّ يسدي نعمةً ... ويكفُّ حادثة ويوضح مشكلا
مغرىً بحبِّ المكرمات فما يرى ... إلاَّ بأبكارً العلا متغزِّلا
ما أمَّه يبغي نداه مؤمِّل ... إلاَّ أعادته يداه مؤمَّلا
يجلو بطلعته الظَّلام إذا دجا ... ويفوق نائله السَّحاب المسبلا
في كفِّه القلم الَّذي قد غادرت ... حدَّاه حدَّ الحادثات مفلَّلا
/36 ب/ وإذا امتطى القرطاس وهو بكفِّه ... راع الصَّوارم والرِّماح الذبلا
يحيى به العافي وقد ضنَّ الحيا ... ويردُّ في يوم الهياج الجحفلا
يا أيُّها المولى الوزير ومن غدت ... بنداه أخلاف الأماني حفَّلا
بك أصحب ... الحرون وأحسن الدَّ ... هر المسيء بنا وأصبح مجملا
ولديك أضحى مخصباً أملي وكم ... أمسي وأصبح عند غيرك ممحلا
قد سرت فينا سيرةً عمريَّةً ... كادت لها الآيات أن تتنزَّلا
وعممت مبتدئاً بنعماك الورى ... فملكت أحرار الكلام تفضُّلا
حتى لقد ظنُّوا السُّؤال محرَّمًا ... فيهم ومالك للعفاة محلَّلا
فاستجل من غرري غريزة خاطرٍ ... عذراء يرجو ربها أن تقبلا
ويرى الثَّناء وكلَّ مدحٍ فاخرٍ ... من دون أوصاف الوزير وإن علا
وأنشدني فيه أيضاً، يمدحه حيث تقلّد الوزارة للملك المعظم مظفر الدين أبي سعيد كوكبوري بن علي بن بكتكين –رضي الله عنه-: [من الكامل]