كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)

أمَّا الزَّمان فقد وفى بوعوده ... وذوى من العدوان مورق عوده
/37 أ/ وتردَّت الدُّنيا ملاءة بهجةً ... والدَّهر قد نجمت نجوم سعوده
بعلا أبي البركات أصبح خالياً ... من منصب العلياء عاطل جيده
شرفت بطلعته الوزارة مثلما ... شرفت بنو أيَّامه بوجوده
أمسى حفيًّا بالرِّعيَّة فاغتدى ... متتَّبَّعًا فيها رضا معبوده
خلق التَّواضع للوزير خليقةٌ ... قسمًا وأضحى الدَّهر بعض عبيده
لقن الشَّجاعة والسَّماح يراعه ... عن سيل واديه وبأس أسوده
وغدا مصيب الرَّأي في تحريفه ... ومبيَّض الآمال في تسويده
يا أيُّها المولى الوزير ومن له ... مجدٌ يغيض الدَّهر جفن حسوده
ما قال فيك وإن تناهى مادحٌ ... إلاَّ وفضلك من أدل شهوده
هنِّئت بالعام الجديد ودمت ما ... دام الزَّمان مبشّراً لخلوده
وسلمت محروس الجناب من الرَّدى ... ما طرَّب القمريُّ في تغريده
وأنشدني لنفسه فيه أيضاً، ويلتمس منه فروة: [من مجزوء الكامل]
يا ماجداً لبَّى ندا ... هـ المعتفي قبل النِّدا
ومن استرقَّ بجوده ... ونواله حرَّ الثَّنا
/37 ب/ الله أدعو أن يزيـ ... ــــدك رفعةً فوق السَّما
لازلت محروس الجنا ... ب ممتَّعًا طول البقا
البرد قد وافى يجرِّ ... ر ذيل تيه واعتدى
وجيوشه قد أقبلت ... فاستوعبت كلَّ الفضا
والصَّبر منذ راى بقا ... ء البرد آذن بالفنا
فانعم عليَّ بفروةٍ ... تعدى على برد الشِّتا
واسلم ودم في نعمةٍ ... عمر الزَّمان بلا انقضا
وأنشدني أيضاً لنفسه، ما كتبه إليه، يطلب منه تحقيقه: [من السريع]
يا شرف الدِّين الجواد الَّذي ... يمناه بالمعروف معروفه
ومن له نفسٌ على كلِّ أنـ ... ـــــواع التُّقى والبرِّ موقوفه
عبدك لا شيء على رأسه ... هامته في الحكم مكشوفه

الصفحة 54