كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)

وهو على كثرة تثقيله ... يرجو من الإنعام تخفيفه
فاسمح بها واسمع ثناءً له ... أجاد فيه الفكر تأليفه
واسلم ولازالت صروف الرَّدى ... عنك مدى الأيَّام مصروفه
/38 أ/ وأنشدني له فيه من أبيات، حين وثب عليه ذلك الشخص وجرحه، وقتل شخصاً آخر، وكان اسم المقتول غزالاً: [من البسيط]
لئن فدى الله إسماعيل من كرمٍ ... بالذّبح واستعظمته الإنس والجان
لقد فداك بإنسانٍ ولا عجبٌ ... أن يفتدى بجميع الخلق إنسان
وأنشدني أيضاً لنفسه: [من الطويل]
أحنُّ إلى بان العذيب واثله ... واشتاق ريَّاه وكثبان رمله
واصبوا إلى آصاله وهجيره ... وكذر لياليه وبارد ظلِّه
أأحبابنا عودوا وعودوا متيَّماً ... بحبُّكم لا يستفيق لعذله
أضرَّ به إعراضكم عن وداده ... وعجَّل صرف الدَّهر تشتيت شمله
وقد كان ذاعرٍّ منيعٍ فباعه ... رجاء رضاكم في هواكم بذلِّه
صبورٌ على جور الهوى وعذابه ... وقورٌ على حلم الزَّمان وجهله
ويحمل فيكم لا عدمتم فؤاده ... غراماً يهدُّ الرَّاسيات بثقله
ولولاكم لم يسفح الحزن دمعه ... على السَّفح من حزن الغوير وسهله
وكيف احتيالي في اللِّقاء وبيضكم ... وسمرٌ كم كلٌّ يذاد بمثله
/38 ب/ حرامٌ على عيني أن تردا الكرى ... إذا لم أفز ممَّن أحبُّ بوصله
وأغيد ممشوق القوام رشيقه ... مليح التَّثنِّي وافر الرِّدف عبله
أحلَّ دمي من غير جرمٍ سوى الهوى ... وقد كان قبل اليوم غير محلِّه
إذا جئت أشكو ما بقلبي يرقُّ لي ... ويخلط لي جدَّ الحديث بهزله
ويطمعني حتَّى أقول ملكته ... ويؤنسني من طوله طول مطله
وإن عقد الزُّنَّار حلَّ تصبُّري ... ويعقد عن جفني الكرى عن حلِّه

الصفحة 55