كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)

محاسن هذا الكون أنت مغيضها ... ومورد بحر الحبِّ قلبي معينه
فشمس الضُّحى من نور وجهك نورها ... وبان اللِّوى من لين عطفك لينه
فما شاهدٌ إلاَّ بحسنك شاهدٌ ... ولا غائبٌ إلاَّ إليك حنينه
وقال أيضاً: [من الخفيف]
هل إلى ثغرك المنيع طريق ... أم لطيف الخيال منك طروق
يا ابنة العامريِّ عهدي على النا ... ي جديدٌ وعقد ودِّي وثيق
وفؤادي فداك عان أسيرٌ ... مستهامٌ ومع عيني طليق
لك حسنٌ بالحبِّ يغري ولي و ... دٌّ عن الصَّبر والسُّلو يعوق
هل ترى وقفةً بنهر المعلَّى ... يلتقي شائقٌ بها ومشوق
فأبثَّ الوجد الَّذي هو للُّـ ... ـــــبِّ رحيقٌ وفي الضُّلوع حريق
وأرى شاهداً بعين عياني ... من ثناياك ما حكته البروق
/41 ب/ وبي الأهيف الَّذي لحظه والـ ... ــــقدُّ ذا راشقٌ وهذا رشيق
راح في حسنه غريباً وإن كا ... ن شقيقاً لوجنتيه الشقيق
ثغره لؤلؤٌ وسافح دمعي ... في ثرى السَّفح لؤلؤٌ وعقيق
كلُّ معنى من الجمال بديعٌ ... من معاني جماله مسروق
فيه يهفو لبُّ الحكيم ويجفو ... في هوى مثله الصَّديق الصَّدوق
وقال أيضاً: [من الطويل]
أرقت لبرق من دياركم عنَّا ... ألمَّ فكم أضنى فؤاداً وكم عنَّى
بدا حاكياً تلك الثُّغور ابتسامه ... وعاد نحيلاً حاكياً جسمي المضنى
وسلَّ كسيف الهند من غمد أفقه ... اختلاساً لقتل الغمض في مقتلي وهنا
فلو لم يحل من دونه دم عبرتي ... جعلت له جفني غراماً به جفنا
أأحبابنا قضَّيت فيكم شبيبتي ... ولم تشفعوا يوماً بحسنكم حسنا
وما نلت من مأمول وصلكم منى ... ولا ذقت من روعات هجركم أمنا
أسرتم وقيدتم فؤادي بحبِّكم ... فها هو لا يرجو فداءً ولا منَّا

الصفحة 59