كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)
إنَّ الهوى يقضي الهوان لأهله ... وتغيُّر الألوان والحالات
يا دهركم من غصَّة جرَّعتني ... بفتى جزعت لبينه وفتاة
أوهت سطاك تجلُّدي وفللن غر ... ب مهنَّدي وحنت قويم قناتي
وتركنني رهن الصُّروف تنوشني ... أحداثها لولا أبو البركات
الكافل الكافي بصيِّب راحة ... مخلوقة للبرِّ والصَّدقات
كادت أنامله وقد جادت على الأ ... حياء تحيي غابر الأموات
/54 أ/ وصلت صلات يمينه وأتى بها ... موصولةٌ بالصَّوم والصَّلوات
وقفت قوافينا مناقبه وقد ... وقف الثَّراء على ذوي الفاقات
لم تخب نار قرى تشبُّ ولا لها ... قلبٌ له يومٌ عن الإحنات
من ناطقين عن العلاء بسرِّه ... فمصدَّرٌ ماضٍ وآخرات
قومٌ إذا مطرت سحاب أكفِّهم ... رفَّت من الآمال كلُّ رفات
يتسابقون إلى النَّدى فنديُّهم ... أبداً يحجُّ إليه ذو الحاجات
إن انكروا فعلى العداة وإنَّهم ... لا يعرفون المطل يوم عدات
وإذا الزَّمان ترادفت أزمانه ... كفَّت أكفُّهم أذى الأزمات
حمدوا مساعي للمبارك لم تزل ... محمودةً مرفوعة الدَّرجات
وهب ابن موهبٍ لنا من حلمه ... ستراً لما يبدو من العوردات
إنَّ الكلام وإن أصاب مواقعاً ... من سامعيه لمشبه العثرات
وإذا أتيت به المبارك فاستعن ... بالصفح واجمع ما تشاء وهات
يا من كسى دست الوزارة رونقاً ... غربت به الدُّنيا من التَّبعات
كنت المليَّ بحقِّها فوليتها ... وبلغت منها غاية الغايات
ما هبت أمراً هيب يوم حكومةٍ ... كلاَّ ولا هبناك يوم هبات
/54 ب/ ولقد عنيت بها وغيرك ما اعتنى ... بسوى الكؤوس ورنَّة القينات
إن صغت تبر المدح فيك فإنَّني ... رصَّعته بالدُّرِّ من لفظاتي
حكمٌ حكمن على القلوب ولم يمن ... في نظمهنَّ مصدِّق اللَّهجات
ستر البديع عن الجهول جمالها ... ستر البراقع أوجه الفتيات
جاءتك سوداء السُّطور وإنَّها ... بيضاء مثل الدُّرِّ في الظُّلمات