كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)
نشرت صحائفها ففاح بذكركم ... عرفٌ لها متأرِّج النَّفحات
أنهضتني لمَّا قعدت وطالما ... انطقتني بالحمد بعد صمات
وفتحت باباً ما تبوأها أمرؤٌ ... إلاَّ رآها معدن الخيرات
يأوي إليها السَّاغبون فتنثني ... محفوفةً بأطايب الشَّهوات
فرَّقت فيها ما تجمَّع من لهى ... وجمعت شمل المجد بعد شتات
فاليوم أغفر سيِّئات زماننا ... وأعدُّ مدح علاك من حسناتي
وأنشدني لنفسه، يمدح فلك الدين المسيري: [من البسيط]
على ملاعب ألاَّ في وخلاَّني ... تحيَّةٌ من فؤاد المدنف العاني
أرضاً با رضت قلباً لست أملكه ... جهدي وحيَّيت من بالوصل أحياني
/55 أ/ أبيت فيها بلا واشٍ أحاذره ... أجرُّ في اللُّهو أذيالي وأرداني
طوراً إلى فتيات الخدر ملتفتي ... وتارةً حفظ ندماني بإدماني
تجلو عليَّ كؤوس الرَّح آنسةٌ ... هيفاء لم تهف من قلبي بإنسان
الشَّمس من وجهها تبدو ومن يدها ... تهدى إلى غير .... ولا واني
أمسى بسنجار أحبابي ولي وطنٌ ... بواسطٍ ولباناتٌ بحرَّان
يا قصر حيَّاك من دمعي أوائله ... فإنَّ آخر دمعي أحمرٌ قاني
ولا دنت منك أنفاسي فإنَّ بها ... من السَّموم أماراتٌ لنيران
أأستلذُّ حياةً بعدما عدمت ... عيناي منك دمى أدمين أجفاني
ويا فتاة ... أسترجعي زمناً ... ولَّى بميَّالة العطفين مذعان
بيضاء في اللَّيلة الظَّلماء تحسبها ... بدر التَّمام على غصن من البان
تخال جامد درٍّ من مقبَّلها ... يذوب في عسلٍ لم يجنه جاني
دعوتها فأجابتني بتلبيةٍ ... جواب وافٍ بعهدي غير خوَّان
ولي رسولٌ إليها غير متَّهمٍ ... يتلو عليها صباباتي وأشجاني
فأقبلت ينثني خمر الشباب بها ... فاعجب لصاحبه في زيِّ سكرانٍ
أقول للَّيل لو يصغي إلىَّ وقد ... زارت وكلُّ رقيبٍ نحونا راني