كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)
/55 ب/ يا أيُّها الليل طل إن رمت عازمةً ... وأحسن لما يلتقي الحسنى بإحسان
إنَّ الَّتي صرمت حبلي وأحسبها ... تخشى العدا واصلتني بعد هجران
الحزن والحسن مقسومان لي ولها ... رزقاً ولابن المسيري رفعة الشَّان
الواهب المال يبتاع الثَّناء به ... وصاحب المنهل الطَّامي لظمان
ومن بجمِّ أياديه وأنعمه ... آنست مجمع أوطاري وأوطاني
بنى له رتبةً في المجد شاهقةً ... شمَّاء لم يلفها من قبله باني
ما قطَّ قطُّ يراعاً ثمَّ خطَّ به ... إلاَّ جرت منه للإحسان عينان
ولا امتطى واحدا ً يوماً ثلاثته ... إلاَّ وأسقت له ... وأسقاني
حبرٌ أحبِّر فيه كلَّ قافيةٍ ... في راحتيه لمن يرجوه بحران
إذا نظرت إليه يوم نائلةٍ ... رأيت مناخ برٍّ غير منَّان
يعطي ويعلم أنَّ الحمد مكتسبٌ ... باقٍ وأنَّ هواه متجرٌ فاني
يجزي على الخير خيراً وهو معترفٌ ... به ويغفر جرم المذنب الجاني
يا من أياديه عندي غير واحدةٍ ... ومن أناديه في سرِّي وإعلاني
ومن إذا راعني دهري لحادثةٍ ... أحدثت من برِّه لي خير أعوان
/56 أ/ إن تنأ دارك عن داري فإنَّ لناً ... قلبين عند مزار عندها داني
ولو تمكَّنت من شوقٍ يؤرِّقني ... إليك أودعت طيَّ الطِّرس جثماني
مالي أبيت من الآمال في شغلٍ ... عنها وقرب مكاني منك إمكاني
ولي قصائد لو ألقى النَّبيَّ بها ... لكنت أجدر أن أدعى بحسَّان
وعدتني منك مركوباً وإنَّ لنا ... يوم الرَّحيل لتوديعاً بإرنان
فامنن بأدهم مثل اللَّيل ينظرني ... في سرجه زمني في عين خزيان
أو أشهبٍ في ظلام النَّقع تحسبه ... صبحاً يفرِّقه من خيل خاقان
أو أشقر من دم الأعداء صبغته ... يدافع الخطب عنِّي منه ركنان
بغدان حنَّت إلى لقياك ثانيةً ... فسر وصل بعد صرمٍ حبل بغدان
إبسط بها يد منٍّ منك قابضةً ... ثناء من ماله في فنِّه ثاني