كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)

سأركب ظهر الهول في متنٍ صافنٍ ... من الخيل سبّاقٍ إلى القصد مسرع
أخوض به طوراً فجاجاً وتارةً ... أسير به في واضح النَّهج مهيع
وانصب نفسي للهجير ولا أرى ... ...... لقومي ومربع
عسى كامنٌ كابن المسيريِّ يجتني ... ثناي ويدني من أحبَّاي مرجعي
ومنها:
وليلٍ قطعنا فيه كلَّ تتوفةٍ ... بكلِّ طويل الباع أشوس أروع
رأينا النُّجوم الزُّهر فيه كأنها ... حبابٌ على كأس المدام المدعدع
أديرت عليه فيه من سأم السُّرى ... كؤوساً حسوناها بإرخاء انسع
فلو كنت فينا خلت أنَّ رحالنا ... محاريب قومٍ ساجدين وركع
سئمنا به التَّعريس حتَّى انجلى لنا ... سنى صبحه من وجهك المتشعشع
وأنشدني لنفسه، وقد استدعاه /57 ب/ صديق له، إلى مجلس شراب ولم يمكنه الحضور فيه: [من البسيط]
إن قصَّرت قدمي والقلب في شغل ... عنكم فلا حملت من فوقها قدمي
وإن جرى قلمي والقلب في شغلٍ ... عنكم فلا قبضت كفِّي على قلمي
تصدُّني عنك أحوال لهيبتها ... قلبي لها أذنٌ إن حدَّثت بفمي
فدونكم والحميَّا إنَّها مزجت ... ولست حاضرها من حبِّكم بدمي
ما قصَّر الكأس عنِّي دونكم كسلٌ ... إلاَّ وطال على ندمانكم ندمي
وأنشدني لنفسه في صديق مرض ولم يتمكن من عيادته لسبب ما: [من الوافر]
سمعت بأنَّ عبد الله يشكو ... فضقت وقد سمعت بذاك ذرعا
وبتُّ وقد منعت سواك منِّي ... لما خبِّرته بصراً وسمعا
وعزَّ عليَّ عزَّ الدِّين ألاَّ ... أطيق أردُّ عنك الضُّر نفعا
ألست أخا اليد البيضاء عندي ... أقرُّ بها ولا اسطيع دفعا
ومن عمَّت شمائله وطابت ... لنا فزكا بها أصلاً وفرعا
وأقسم بالكؤوس مدعدعاتٍ ... يحسِّيني بها وتراً وشفعا
/58 أ/ وبالنِّعم الَّتي قلَّدتنيها ... ولست أرى لها ما عشت منعا

الصفحة 79