كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)
وترنَّمت فينا فمن طرب ... كادت نجوم الأفق تنتشر
في فتية مثل الكواكب إن ... جادوا فجود أكفِّهم بدر
فيهم لنور الدِّين مرتبةٌ ... تنحطُّ منها الأنجم الزُّهر
ذاك الأمير ابن الأمير ومن ... ببقائه الأيَّام تفتخر
وأنشدني لنفسه في غلام مشبب جميل الصورة: [من البسيط]
واسمر تخجل السَّمراء قامته ... من طيب أنفاسه الأرواح تستلب
أمسى يشبِّب والشَّادي يرجِّع الـ ... ـــحاناً فلم يك إلا زيره الطَّرب
لو انصفوه لصاغوا الزِّير من ذهبٍ ... وقد يقلُّ لهذا الأسمر الذَّهب
وأنشدني قوله في مغنٍ يعرف بشمس الدين بلبل: [من المتقارب]
/60 أ/ أرى الشَّمس قد بزغت في الدُّجى ... تبيِّض من ليله الأليل
ولم أر شمساً لسمارها ... تحدِّث من نغم البلبل
وأشدني لنفسه في أخوين مطربين، يعرف أحدهما بالشمس، والآخر بالقمر بمجلس الملك الناصر- صاحب حماة- وقد سئل ذلك، فقال ارتجالاً: [من الكامل]
وعصابة مثل الكواكب قد ... جمعوا لدينا الشَّمس والقمرا
فترى القلوب لذا منازله ... ويروح هذا السَّمع والبصرا
وأنشدني لنفسه في غلام، خلع عليه الملك الناصر جبة حمراء، وكان يحبه: [من الكامل]
ومترَّك الألحاظ هزَّ قوامه ... تيه الصِّبا كالغصن هزَّته الصَّبا
عقر القلوب وقد تقمَّص أحمراً ... فحسبته بدمائهنَّ تجلببا
وأنشدني أيضاً لنفسه في مشبب يعرف بابن سلطان: [من السريع]
إنَّ ابن سلطان وأنفاسه ... يحيى بها من هو مقبور
/60 ب/ كأنَّه والزِّير في كفِّه ... ينفخ إسرافيل والصُّور
وأنشدني أيضاً من شعره، في مطرب حسن الصوت والوجه: [من المنسرح]
يا مطرباً لحنه ونغمته ... تحلُّ عقد العقول والمهج
إيَّاك والفتك في القلوب فما ... أفتاك في سلبها بلا حرج.