كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)

تقدِّح الأقداح من لهونا ... شرار حقد الكبد الموغر
وضجَّة الأوتار ما بيننا ... وأنزه الصَّاحي من المسكر
ليل حميدٌ ما زجرنا به ... مهرَّيةً في المهمه الأغبر
ولا اصطحبنا منه في غارةٍ ... غازين بالأبيض والأسمر
مارسني الدَّهر ومارسته ... والحرُّمين يحمد في المخبر
أقصى قصاراي به عزمةٌ ... حكيت الملك على قيصر
ما أنا ممَّن همُّه بلغةٌ ... يبلغ منها إرب المقتر
إذا نبا بي موردٌ عافه .. خلقي ولو كان من الكوثر
لا أحمد النَّهضة إلاَّ إلى ... خليفة الله أبي جعفر
الآمر الأمَّة بالعرف والـ ... ـــمعروف والنَّاهي عن المنكر
والصائم القائم والعالم الـ .... ـــحاكم في الغيَّب والحضَّر
/63 أ/ وعاقد الرَّايات سوداً يقرِّ ... بن العدا من موتها الأحمر
في جحفلٍ جبريل من جنده ... يموز بالنَّصر ولا يمتري
لوامع البيض وبيض الظُّبا ... فيه كبرق العارض الممطر
كأنَّ فتح الطير من فوقه ... مخلوقةٌ من ذلك العسكر
كأن غرثي الوحش سرَّت به ... سرب قطاً بالماء مستبشر
كأن فيه الخيل جوَّالةً ... ضراغمٌ ثرن فلم تثأر
تهتزُّ فيه كلُّ خطيَّة ... سمراء هزَّ الغصن الأخضر
شنَّ به المنصور نصراً لمن ... يعدُّ دعواه ولم يغدر
لا غرو أن ...... بطش من ... أعراقه تغلق بالمئزر
مبتهج الوجه إذا أمَّه ... ذو أملٍ مرتفع العنصر
زرناه بالزَّوراء فاستبشرت ... آمالنا بالنَّائل الأوفر
وأصبح المعروف من تيهه ... يعلو على المشئم والممصر
فيا أمير المؤمنين الَّذي ... جبينه كالقمر المسفر

الصفحة 85