كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)
ولا تظهري الشَّكوى لخلق فلن تري ... لأمر قضاه الله من دافعٍ دفع
فما العسر باقٍ مثلما اليسر لم يدم ... ولا المرء يبقى فاتركي الحرص والخدع
وأنشدني لنفسه أيضاً: [من الطويل]
سيذري دماً بعد الدُّموع كآبةً ... على خوضه في اللَّهو من كان لاهيا
ويندم من قد كان يسعى لنفسه ... بأهوائها إذ بان في النار هاويا
ويعلم عقبى حاله كلُّ خالعٍ ... عذار الحيا يوم الحساب الملاقيا
فقل لمجدٍّ في الحرام مسارعٍ ... ترفَّق قليلاً سوف ترحل ....
/65 أ/ وأنشدني من شعره أيضاً: [من الطويل]
يغر الفتى طول السَّلامة لاهياً ... وينسى هجوم الموت مع ظلمة القبر
وأهوال ما يلقى ويوم حسابه ... إذا برز الجبَّار للفصل والأمر
وصيحة أهل النار في النار والبكا ... إذا عاينوا أهل المفازة والغفر
فيا ربِّ وفِّفنا لخير طريقةٍ ... ومنِّ بما يرضيك يا عالم السِّرِّ
وأنشدني لنفسه أيضاً: [من الكامل]
إني نظرت مفكراً في مبدأي ... وتنقُّلي في الخلق والأحوال
حتى عقلت وصرت أعلم أنه ... لابد لي من منتهى ومال
وكأن ما قد كان لم يك صائراً ... فيما مضى متحقِّقاً لزوال
أيقنت أنِّي لا محالة ذاهبٌ ... متحلِّل التَّركيب غير محال
ومن شعره، يمدح المستنصر بالله: [من الطويل]
إمام هدى أحيا به الله خلقه ... وأغناهم بالبرِّ منه وبالفضل
وأعطاهم فوق الذي كان ظنَّهم ... من الطول والإحسان والأمن والعدل
به ازدانت الدنيا وزاد جمالها ... وظلَّ بنوها من أياديه في ظل
فلا زال في ملك عقيم ونعمةٍ ... تدوم وفي عمر مديد وفي بذل
/65 ب/ وبلَّغنا فيه الذي نرتجي له ... من النَّصر والتمكين رب له يعلي
وله: [من الطويل]
خليليَّ إن جار الزَّمان أو اعتدى ... فلوذا بحسن الصَّبر فيه وسالما