كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 6)

شرَّفتني بالَّتي تحيا النُّفوس بها ... يسقيك من كل عذب بارد شبم
بالورد قد طيبت لكن نوافجها ... طيَّبتها منك بالأخلاق والشِّيم
لا زلت في نعمةٍ تترى مجدَّدةٍ ... عليك ما لاح بدرٌ في دجى الظُّلم
[762]
محمَّد بن عليِّ بن أحمد /69 ب/ بن عبد الله بن عليِّ بن أبي طالب بن أبي الفرج بن مخلد بن كرمٍ، أبو عبد الله الخزرجي الأنباري.
كانت ولادته بمدينة السلام، سابع عشري رجب سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، بجانبها الغربيّ، في جوار محمد بن بشار بالقرية.
وهو رجل صالح عفيف، نشأ في طاعة الله تعالى وحفظ القرآن المجيد، وسمع الحديث الكثير على جماعة من مشايخ بغداد الثقات؛ كأبي الفرج بن الجوزي، وأبي القاسم يحيى بن أسعد بن بوش البغدادي، ومكيّ الغراد، وعبد الرحمن بن عيسى البغدادي، وأبي علي عمر بن علي بن عمر الحربي الواعظ وغيرهم، مما ينيِّف على خمسين شيخاً.
اجتمعت بأبي بعد الله بمدينة إربل، وهو مقيم بها، فانتظمت بيني وبينه مودة.
أنشدني لنفسه أشعاراً في أغراضه، فمن ذلك قوله: [من المديد]
يا خليَّ البال عن كمدي ... بأبي السُّبطين خذ بيدي
أنا في داء أعالجه ... لا أرى الشكوى إلى أحد
مغرمٌ قد قلَّ ناصره ... مستهامٌ ناحل الجسد
ربَّ ليلٍ بتُّ ساهره ... عن غرامٍ حلَّ في كبدي
/70 أ/ وأنشدني أيضاً: [من المنسرح]
يدَّبر الله ما يشاء وفي ... تدبيره للعباد إحسان
يقيم أرزاق خلقه وله ... في كل وقتٍ من أمره شان

الصفحة 94