كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 6)

إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا. قَالَ: أيفتح أَمْ يكسر؟ قَالَ: يُكْسَرُ. قَالَ: إِذًا لَا يُغْلَقَ أَبَدًا. قُلْنَا: أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ البَابَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَمَا أَنَّ دُونَ الغَدِ اللَّيْلَةَ، إِنِّي حَدَّثْتُهُ بِحَدِيثٍ لَيْسَ بِالأَغَاليطِ. فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَ حُذَيْفَةَ، فَأَمَرْنَا مَسْرُوقًا، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: البَابُ عُمَرُ.
الكلام عليه من أوجه:
أحدها:
هذا الحديث أخرجه البخاري في الصوم وفيه: فقال عمر: ذَلِكَ أجدر أن لا يغلق إلى يوم القيامة (¬1)، والزكاة وفيه: والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفيه: لما قَالَ عمر: لم يغلق الباب أبدًا. قلت: أجل (¬2).
وأخرجه أيضًا في علامات النبوة (¬3)، وأخرجه مسلم أيضًا (¬4).
ثانيها:
الفتنة أصلها الابتلاء والامتحان ثم صارت عرفًا لكل أمر كشفه الاختبار عن سوء، وتكون في الخير والشر، قَالَ تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 35] يقال: فتن. وَأَبَى الأصمعي أفتن (¬5).
وقال سيبويه: فتنه جعل فيه فتنة (¬6). وأفتنه (¬7): أوصل الفتنة إليه.
¬__________
(¬1) سيأتي برقم (1895) كتاب: الصوم، باب: الصوم كفارة.
(¬2) سيأتي برقم (1435) كتاب: الزكاة، باب: الصدقة تكفر الخطيئة.
(¬3) سيأتي برقم (3586) كتاب: المناقب، باب: علامات النبوة.
(¬4) مسلم رقم (144) في الإيمان، باب: بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا.
(¬5) "لسان العرب" 6/ 3345 وفيه قصة فانظرها هناك.
(¬6) "الكتاب" 4/ 56 (ط. هارون).
(¬7) في (س)، (ج): وأوفتنه. وإضافة الواو هنا للتمييز بين أفتن مفتوح الهمزة، وأفتن مضمومها. كما في قولهم: أوخي تصغير أخي. نبه عليه ابن قتيبة في "أدب الكاتب" =

الصفحة 107